العدوّ يركّز عملياته وسطاً وجنوباً: نهاية موارِبة لغزو شمال غزة
غزة | يعاود جيش العدو استنساخ أسلوبه الميداني ذاته في مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه: التوغل السريع، السيطرة على المناطق التي لم تصل إليها الدبابات بالنار، بالتزامن مع التغطية النارية الكثيفة جداً، من وسائط المدفعية والطائرات الحربية وكل أنواع المسيّرات. وعلى الرغم من أن الدبابات وصلت، أمس، إلى المدخل الشمالي لمخيم المغازي، إلا أن الاحتلال لم يسيطر فعلياً على قلب المخيم وشوارعه وزقاقه. وسط ذلك، استوعبت المقاومة الهجوم وسمحت، بالاستناد إلى مبدأ المرونة المعروف، بتقدم الآليات حيث شاءت. وبعدما أعطت فرصة لانسحاب الأهالي من الحي، بدأت عمليات الاستهداف والمشاغَلة، وخاضت مساء أمس اشتباكات ضارية مع القوات المتوغلة، أعلنت عقبها «كتائب القسام» تدمير دبابة من نوع «ميركافا». وفي وسط غزة أيضاً، تدور معركة ضارية جداً في مخيمَي البريج والنصيرات وحي المغراقة.ومنذ صبيحة الخميس، أعلنت كلٌّ من «القسام» و«سرايا القدس»، تنفيذ عشرات العمليات؛ إذ أفادت الأولى بتفجير عبوة مضادة للأفراد بقوة من جيش الاحتلال كانت تتحصن في منطقة حي المغراقة. كما أكدت تفجير عبوة شديدة الانفجار بقوة صهيونية راجلة كانت تتمركز داخل أحد المنازل شمال مخيم النصيرات وسط غزة وإيقاع أفرادها ما بين قتيل وجريح. أما في شرق مخيم البريج، فتحدثت «سرايا القدس» عن استهداف دبابتين بقذائف «آر بي جي»، فيما تبنّت «كتائب شهداء الأقصى» تدمير دبابة في مخيم البريج. أيضاً، واصلت كل من «السرايا» و«القسام» قصف حشود العدو ومواقعه العسكرية بالعشرات من قذائف «الهاون».
يُلاحظ البدء الفعلي لتطبيق المرحلة الثالثة في شمال قطاع غزة
وفي المحور الجنوبي من القطاع، تصاعدت العمليات العسكرية لفصائل المقاومة، حيث أعلنت «القسام» استهداف دبابتَي «ميركافا» بقذيفتَي «الياسين 105»، وذلك في منطقتَي المحطة والكتيبة في مدينة خانيونس. كما دكّت الفصائل القوات المتوغلة بالعشرات من قذائف «الهاون». على أن جبهات القتال الأخرى في شمال وادي غزة لم تكن هادئة تماماً، إذ واصلت المقاومة فيها إطلاق رشقات صاروخية باتجاه مستوطنات «الغلاف». وبثّت «سرايا القدس» مقطعاً مصوراً أظهر رشقات صاروخية غزيرة، فيما فجرت «كتائب المجاهدين» عبوة ناسفة بقوة راجلة كانت تتحصّن في أحد منازل مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. وخلال ساعات المساء، خاضت المقاومة عدة اشتباكات عنيفة في أحياء الدرج والتفاح وجبل الريس، سمع دويّها من مناطق مخيم جباليا شمال القطاع. وفي غضون ذلك، أعلن جيش العدو إصابة 44 جندياً في خلال 24 ساعة.
المرحلة الثالثة
في الوقت الذي أعلنت فيه «هيئة البث» العبرية انتقال الجيش الإسرائيلي في بعض أنحاء قطاع غزة إلى المرحلة الثالثة من القتال بمشاركة قوات أصغر حجماً، كان ملاحظاً البدء الفعلي بتطبيق تلك المرحلة في المناطق الشمالية من القطاع، علماً أن قوامها تكثيف عمليات القصف الجوي من الطيران المسيّر تحديداً، بناءً على معلومات استخبارية. وفي خلال الأيام العشرة الماضية، استشهد نحو 100 مواطن بغارات من مسيّرات، فيما دمرت الطائرات الحربية عدة منازل مأهولة، زُعم أنها كانت تؤوي شخصيات قيادية.
كما كان ملاحظاً الانخفاض الشديد في عدد الدبابات المتوغلة، إذ زجّ بالعدد الأكبر من القوات في معارك أحياء التفاح والدرج شرق مدينة غزة، ونقل العدد الأكبر إلى معارك جنوب القطاع ووسطه. على أن تلك الانسحابات تعكس تراجع الزخم العددي للآليات الصالحة للقتال، وعدم قدرة العدو على استبقاء نشر قواته على كامل المساحة الأفقية لغزة، الأمر الذي تقرأه مصادر في المقاومة على أنه غطاء لانتهاء العمليات الفعلية بشكل نهائي في تلك المناطق، حيث يتحرج العدو إعلان هذه النهاية، بينما تواصل المقاومة حضورها العسكري، بما فيه إطلاق الرمايات الصاروخية.
المصدر:”الأخبار”