أخبار عربية ودولية

الضفة لا تأخذ استراحة: حرب «الدمار الشامل» متواصلة

رام الله | بات الدمار الشامل، الذي يطاول كل مناحي الحياة، ركيزة أساسية في اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، والتي طوّرها خلال عملياته واقتحاماته اليومية للمدن والقرى والمخيمات. وانسحبت القوات الإسرائيلية، صباح أمس، من مدينة جنين ومخيّمها، في أعقاب عملية عسكرية استمرّت نحو 18 ساعة، مخلفةً وراءها دماراً هائلاً طاول البنية التحتية. وفور اقتحامها المدينة والمخيم، حاصرت قوات الاحتلال مستشفيَي «ابن سينا» و«جنين الحكومي»، حيث فتّشت مركبات الإسعاف لدى دخولها المستشفى، فضلاً عن تجريفها عدداً من الشوارع في محيط مسجد خالد بن الوليد، وتدميرها البنية التحتية في محيط ملعب البلدية، وأحياء من الحي الشرقي و«الألمانية». أيضاً، اقتحم جنود العدو حارة السمران في مخيم جنين، وداهموا عدداً من المنازل هناك، وفتّشوها، وأطلقوا مسيّرات تجاه منازل المواطنين، كما تمركزوا في محيط مسجد طوالبة وحي الزهراء القريب من مدخل المخيم. ووفق ما أفادت به مصادر محلية، فإنه تمّ «تفجير منزل المطارَد قيس السعدي داخل مخيم جنين»، واعتقال خمسة شبان من حي الجابريات، إلى جانب دهم عدد من الأحياء في المخيم، حيث انتشرت قوات راجلة معادية.وقالت مصادر محلية، لـ«الأخبار»، إن القوات الإسرائيلية أعادت تخريب ما أُعيد تأهيله بعد الاقتحام ما قبل الأخير للمدينة والمخيم، والذي استمرّ 10 أيام، حيث دمّرت مدخل الحارة الشرقية، ودوار البيادر، ومنطقة شارع المدارس، ومداخل مخيم جنين، ومنطقة دوار الحصان، والهدف، ودوار العودة، ودوار النسيم، وشارع الجابريات، وشارع الإسكان الشرقي. كما عمدت إلى تهشيم خطوط المياه وشبكات الصرف الصحي، وقطع التيار الكهرباء عن المناطق المستهدفة، واستهداف خط المياه الرئيسيّ الواصل إلى مستشفى «جنين الحكومي»، وبحسب المصادر، فإن طواقم البلدية ستزوّد المستشفى بخزانات المياه إلى أن يتمّ إصلاح الخطّ.
وفي خلال الاقتحام، اندلعت اشتباكات مسلّحة في مختلف محاوره؛ إذ أعلنت «سرايا القدس – كتيبة جنين»، في بلاغات متعاقبة، أن مقاتليها يتصدّون لقوات الاحتلال في محاور القتال، ويمطرون التعزيزات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص. كما أعلنت «كتائب القسام» خوض مقاتليها «اشتباكات مسلّحة بالأسلحة الرشاشة مع قوة صهيونية في حارة السمان في مخيم جنين». أيضاً، أفادت «كتيبة جنين»، صباح أمس، بأنه بعد عودة مقاتليها من محاور القتال، أكدوا تمكنهم، مساء الأربعاء، من الاشتباك مع قوة مشاة وإمطارها بزخات من الرصاص بصورة مباشرة في محور جامع الأسير، والاشتباك مع القوات الإسرائيلية في محور السينما وحي الهدف، فيما فجّر عناصر في وحدة الهندسة عدداً من العبوات الناسفة بآليات الاحتلال، في محاور القتال المختلفة.

حاصرت قوات الاحتلال مستشفيَي «ابن سينا» و«جنين الحكومي»، حيث فتّشت مركبات الإسعاف لدى دخولهما


وبالتزامن مع ما جرى في مدينة جنين، نفّذ جيش الاحتلال عملية عسكرية في بلدة عنزا قرب المدينة، حيث تسلّلت قوات خاصة إلى البلدة وحاصرت منزلاً، اعتقلت منه المطارد محمد وليد براهمة، علماً أن الأخير جرى الإفراج عنه من سجون السلطة الفلسطينية قبل أيام، وذلك بعد اعتقال دام عدّة أشهر في سجن أريحا. وخلال اقتحامها عنزا، أطلقت قوات الاحتلال النار بصورة عشوائية على منازل المواطنين وفي الأزقة، ما أدى إلى استشهاد امرأة تبلغ من العمر 37 عاماً، وإصابة 4 آخرين، بينهم 3 سيدات كنّ يجتمعن في بيت عزاء في البلدة.
في هذا الوقت، لا تزال كوابيس السابع من أكتوبر تلاحق المؤسسة الأمنية وجيش الاحتلال، في ظلّ تقديرات تفيد بأن هجوماً مشابهاً قد تشهده مستوطنات الضفة الغربية، معطوفة على الحديث عن وجود أنفاق في الضفة، فيما يتحدث البعض عن تطوير صناعة الصواريخ، أو عودة العمليات الاستشهادية. وفي هذا المجال، أعلن جيش الاحتلال، أمس، بعد ساعات من اقتحام جنين، أنه عثر على حفرة بعمق مترين بلا منفذ خروج، في ساحة منزل في المدينة يبعد مسافة 6 كيلومترات من خط التماس (جدار الفصل العنصري)، في إشارة منه إلى احتمال أن يكون ذلك نفقاً قيد الحفر هدفه تجاوز جدار الفصل. أيضاً، كشفت مصادر إسرائيلية أن جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة، أعلنا أن الشاب باسل عباهرة من منطقة الجليل، والذي اعتقل يوم 12 آب الماضي، «خطّط لتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار بمشاركة فلسطينيين من سكان الضفة الغربية»، وأن نيابة الاحتلال قدّمت، الأحد الماضي، لائحة اتهام إلى المحكمة المركزية في مدينة حيفا ضدّ الشاب وقاصرَيْن من مدينة عرابة البطوف في منطقة الجليل، ناسبةً إليهم فيها تهماً أمنية خطيرة. وزعم «الشاباك» والشرطة «إحباط هجوم بواسطة عبوة ناسفة وإطلاق نار على مستوطنين في الجليل، كان يخطّط له عباهرة بمساعدة مقيمين غير قانونيين من الضفة الغربية». وبحسب «الشاباك» والشرطة، فإنه «خلال الأشهر التي سبقت اعتقاله، حصل عباهرة على مساعدة من فلسطينيين من الضفة الغربية لديهم معرفة بصنع المتفجرات». وزعما أن هؤلاء الفلسطينيين «كانوا موجودين في إسرائيل من دون تصاريح، بهدف إعداد المتفجرات بينما كان عباهرة يتعقّب هدف الهجوم». ووفقاً للادعاءات، «قام عباهرة بتجنيد قاصرَين اثنين ضمن الخلية التي أنشأها، حيث تم اعتقالهما واستجوابهما»، وادّعى البيان أن باسل «قام بإلقاء زجاجات حارقة» في بداية الحرب على غزة.
من جهة أخرى، أفاد «نادي الأسير» بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت 24 فلسطينياً، بينهم سيدة وأسرى محرّرون، عقب حملة اقتحامات واسعة لمنازل الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة والقدس، وفجّرت منزل الأسير غانم علقم، عقب دهمه في بلدة صفا، غرب مدينة رام الله، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه.

احمد العبد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *