تلاميذ نجباء للماضي
رئيس الرابطة الاسلامية السنية في لبنان المهندس ماهر صقال
مايجري بين أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية حالة جديدة بالمطلق .
الاوروبيون الذين كانوا في بداية النزاع في اوكرانيا في رحلات مكوكية بين عواصمهم والقيادة في موسكو في محاولة لاطفاء الحريق الذي انطلق ، يتحركون اليوم داخل أوروبا في باريس ولندن وبرلين للتعويض عن خروج الولايات المتحدة الأمريكية من حرب اوكرانيا .
تسمع رئيس وزراء بريطانيا وكأنك تستمع إلى ونستون تشرشل مستخدما نفس الأهداف فقط استبل كلمة المانيا بكلمة روسيا!!!
لاتوجد أموال تستطيع من خلالها دول مثل المانيا وبريطانيا وفرنسا ان تغذي بناء عسكري بمواجهة روسيا ولا يوجد من سيقرض هذه الدول لتحقيق هذا الهدف وان تجارب الخاسرين لا يجب أن تتكرر .
أكبر كارثة جلبها ونستون تشرشل لبريطانيا انه حتى يهزم هتلر اضطر للاستدانة وبقوة من الولايات المتحدة الأمريكية مما اوصل في نهاية الحرب العالمية الثانية إلى انهيار الإمبراطورية البريطانية ، وللعلم اخر سند سددته بريطانيا للولايات المتحدة الأمريكية كان عام 2006.
وكأن لافتا ان ونستون تشرشل خسر الانتخابات البريطانية التي جاءت مباشرة بعد الحرب مع انه كان من “المنتصرين” في الحرب تماما مع انكشاف ما فعله.
سترمر تلميذ نجيب للماضي كما يتكرر الأمر مع كل قيادة لا تدرك ان ظروف الماضي تغيرت وبالتالي عليه التأقلم مع معطيات وحقائق جديدة .
الحقيقة الجديدة مذهلة : الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد مهتمة بصرف اي استثمار مع أوروبا الغربية وهي مهتمة بالشراكة مع روسيا والصين طبعا . لقد كان وزير الخارجية الأمريكية اكثر من صريح عندما صرح في الأسبوع الماضي ان الحرب الاوكرانية كانت حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. وبالتالي هي من تملك حق ايقافها او استغلالها.
الدرس : في السياسة والاعمال لا يوجد صديق دائم او عدو دائم . هم حاضروا بهذا الخطاب والآن مضطرين إلى ترديده على مسامعهم….شيء قاس.
العالم الجديد الذي يولد لا علاقة له بالاحلاف التي خطت في الحرب العالمية الأولى والثانية.
نتنياهو وقادة الجيش الاسرائيلي في قلق واضح وكل القفازات في سوريا ولبنان وفلسطين تعمية عن قلق عميق وجودي.