«درب جلجلة» جديد لكرة القدم الفلسطينية: تصفيات كأس العالم والاستحقاق الآسيوي
يحاول المنتخب الفلسطيني لكرة القدم أن يتصرّف كباقي المنتخبات التي تستعدّ لانطلاق تصفيات كأس العالم 2026 يوم الخميس المقبل. لكن إذا كانت معاناة الرياضيين الفلسطينيين بشكل عام ولاعبي كرة القدم والمنتخبات الوطنية بشكل خاص كبيرة خلال الفترة قبل العدوان الإسرائيلي على غزّة، فكيف هو الحال بعد العدوان؟ لكن رغم ذلك هناك إصرار فلسطيني على الظهور بصورة تليق بالتضحيات التي يقدّمها الشعب الفلسطيني استحقاقان ينتظران كرة القدم الفلسطينية في الفترة المقبلة. واحد يتعلّق بتصفيات كأس العالم 2026 التي ستبدأ يوم الخميس المقبل، والاستحقاق الثاني هو كأس الاتحاد الآسيوي مع ممثل فلسطين نادي جبل المكبّر. المفارقة أن الاستحقاقين سيكون لبنان طرفاً فيهما. فالمنتخب الفلسطيني وقع في المجموعة التاسعة التي تضمّه إلى الأسترالي واللبناني والبنغلادشي. أما جبل المكبّر فهو في المجموعة الأولى لكأس الاتحاد الآسيوي إلى جانب العهد اللبناني والفتوّة السوري والنهضة العُماني.
الاستحقاق الأقرب هو لقاء فلسطين مع لبنان يوم الخميس في أولى مباريات المجموعة وهي معتبرة على أرض لبنان، وبالتالي سيكون ملعب الشارقة في الإمارات مسرحاً لها وهو الملعب البيتي لمنتخب لبنان نتيجة عدم وجود ملعب مؤهّل لاستضافة المباريات في لبنان.
خمسة أيام وينتقل المنتخب الفلسطيني إلى الكويت وهو البلد الذي سيعتمده «الفدائي» كأرض له حيث سيستضيف منتخب أستراليا في 21 الجاري.
جميع منتخبات العالم استعدّت لهذا الاستحقاق، كلٌّ وفق إمكاناته باستثناء المنتخب الفلسطيني. فالأخير في الأيام «العادية» قبل عملية طوفان الأقصى وما تبعها من عدوان همجي إسرائيلي كان يعاني ما يعانيه من صعوبات على صعيد تجمّع اللاعبين، إذ إن لاعبي المنتخب الفلسطيني يأتون من أماكن مختلفة. بعضهم محترفون في الخارج في أميركا اللاتينية وأوروبا وحتى مصر، ولا يأتون إلى فلسطين المحتلة، ويكونون حاضرين في المباريات والأيام القليلة قبلها. قسم آخر من اللاعبين يأتون من الضفة الغربية كمحمود أبو وردة وسامح مراعبة (تم اعتقاله لفترة عشرة أشهر من قبل الاحتلال الإسرائيلي)، وكذلك قسم من لاعبي المنتخب هم من قطاع غزّة.
أفاد الإداري في نادي جبل المكبّر بأنه جرى توقيفه من قبل الجيش الإسرائيلي، وغير قادر على التواصل
منتخب فلسطين غاب عن ساحة المباريات الوديّة تحضيراً لانطلاق التصفيات المزدوجة المؤهّلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027. أقصى ما استطاع المنتخب الفلسطيني تحقيقه هو مغادرة فلسطين المحتلة قبل أسبوع والتوجّه إلى الأردن لإقامة معسكر تحضيري منتظراً بدء فترة الـ «FIFA Days» لانضمام اللاعبين المحترفين في الخارج.
لا شك أن العدوان الإسرائيلي يرخي بظلاله على تحضيرات المنتخب ونفسيات اللاعبين. حتى الزملاء الإعلاميون يبدون بعيدين عن أجواء ما يحصل، إذ يتحدث أحد الزملاء الموجودين في الضفة الغربية بأسى عن عدم وجود أيّ رغبة بمتابعة الأحداث الرياضية منذ بدء العدوان. أمرٌ طبيعي في ظل آلة القتل المستمرة منذ أكثر من شهر.
المعاناة لا تقف عند حدود منتخب فلسطين بل تصل إلى نادي جبل المكبّر المشارك في كأس الاتحاد الآسيوي والغائب منذ أكثر من شهر عن الساحة الآسيوية. الفريق المقدسي جرى تحديد موعد مباراتيه مع العهد في 2 و6 كانون الأول المقبل دون تحديد الملعب المحايد المستضيف للمباراتين. فقد كان هناك حديث عن أن العاصمة الأردنية عمّان ستكون مسرحاً للمباراتين، لكنّ «الأخبار» علمت أن هناك احتمالاً، أن تكون السعودية هي المستضيفة للمباراتين بانتظار صدور إعلان رسمي من الاتحاد الآسيوي.
ليس هناك من أخبار عن النادي. حاولت «الأخبار» التواصل مع مدير الفريق علي العبيدات، وكان هناك موعد مسائي للتواصل معه، لكن حين الاتصال به أفاد بأنه جرى توقيفه من قبل الجيش الإسرائيلي، وغير قادر على التواصل.
هي معاناة مستمرّة منذ سنوات طويلة، ومسيرة نضال رياضية على أكثر من صعيد ومنها كرة القدم. واليوم تجد هذه اللعبة نفسها أمام تحدٍّ جديد، سيسعى أبناؤها إلى الظهور بأفضل صورة ممكنة، كعربون شكر وتكريم للشهداء الذين سقطوا وسيسقطون في الحرب المجنونة التي تشنّها إسرائيل.
المصدر:”الأخبار”