«منجزات» إسرائيل المضخَّمة: نفق من مدينة… وورشة من عشرات!
انقضت ثلاثة أشهر من عمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، دخل جيش العدو في خلالها معظم مناطق شمال القطاع وجنوبه برياً، وقدَّم، في الشهر الأخير، منجزَين اثنَين: الأول، عندما أعلن اكتشافه نفقاً هجوميّاً يمتدّ من معبر بيت حانون/ إيرز أقصى الشمال، وحتى مشارف مخيّم جباليا؛ أما الثاني، فقد أعلن عنه، أول من أمس، وهو اكتشافه ورشة لصناعة الصواريخ تتبع لفصائل المقاومة في المنطقة الوسطى. عدا ذلك، لم يحرز العدو أيّ إنجاز عملاني يُذكر، سوى أنه حرث الأرض في تل الزعتر وحيّ العلمي شمال غزة بحثاً عن جنوده، فعاد بأربع جثث، ودخل الشجاعية آملاً في تحرير أسراه، فأطلق النار على ثلاثة منهم، وقتلهم بيده. بالعودة إلى النفق الأول المكتشف، الذي قال الناطق العسكري باسم “القسام”، أبو عبيدة، إنه “خرج من الخدمة منذ زمن”، يؤكد مصدر ميداني في المقاومة، أن النفق الكبير “كان قد جُهّز قبل عشر سنوات، وقد اكتشف العدو وجوده أصلاً قبل سنوات عدّة، ولم يكشف عن معرفته به، أملاً في أن يحوّله إلى مقتلة لجنود القسام في أيّ مواجهة مرتقبة”. ومدلّلاً على صدقية ما يقوله، يضيف المصدر: “موقع إيرز العسكري من أصعب المواقع التي اقتحمتها القسام في 7 تشرين الأول، وكان ملاحَظاً أن المقاومين وصلوا إليه من فوق الأرض، لا من تحتها. لو كان النفق المكتشف ضمن الخطط العملانية للقسام، لوفّروا على أنفسهم عناء المجازفة العلنية في وضح النهار”.
لا يوجد منجز إسرائيلي جزئي، يمكن له أن يؤثّر على المشهد الميداني الكلّي
أمّا عن مصنع الصواريخ الذي يضخّم العدو إنجازه فيه، وعلى رغم أن المعلومات التي ينشرها الاحتلال حتى اللحظة لا تقدّم تفاصيل واضحة، فإنه ليس غريباً على قوات الجيش المؤلّلة الوصول إلى مكان كهذا. غير أن المبالغة الجارية بخصوصه تقفز عن الواقع القائم، وعنوانه أن الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تمتلك العشرات من ورش التصنيع، وبأن طريقة عملها تأخذ طابع توزيع المقدّرات على مساحات أفقية متباعدة، لا تركيزها في مكان واحد.
وبالانتقال إلى الإعلانات المستمرّة لجيش العدو، عن ضبط فتحات أنفاق، فالأكيد أنه يتعرّض في أكثرها لكمائن محكمة. وهنا، يحضر السؤال: ماذا تعني فتحة نفق؟ باختصار، هي ثغرة يحفرها المقاومون بشكل آني، من خط النفق الرئيسيّ، في موقع يكونون فيه خلف خطوط العدو، ويستخدمونه لمرّة واحدة لتنفيذ مهمّة سريعة، ثم يعاودون ردم الجزء السفلي من الخط المتشعّب الممتدّ. وفي هذا الإطار، يؤكد مصدر ميداني أن “ضبط أيٍّ من فتحات الأنفاق، لا يقود بالضرورة الجنود إلى السيطرة على امتداد نفق طويل”.
ويعني ما تقدّم، أنه لا يوجد منجز إسرائيلي جزئي، يمكن له أن يؤثّر على المشهد الميداني الكلّي، إذ يقول مصدر في المقاومة: “ضُبطت ورشة تصنيع، هناك عشرات غيرها. ضُبط نفق، هناك مدينة تعمل تحت الأرض. قُتل قائد ميداني، هناك المئات الجاهزون ليغطّوا الشاغر الذي يتركه. هذه معركة استنزاف، دائماً هناك خطّة بديلة فيها”.
المصدر:”الأخبار”