أخبار عربية ودولية

«صمت» روسي على وفاة نافالني… وأفدييفكا «تخطف» الأنظار

باستثناء بعض الكتّاب الغربيين الذين «نعوا» المعارض الروسي، أليكسي نافالني، بعبارات «مؤثرة»، واصفين إياه بـ«الأمير الوسيم»، «والصديق الشجاع»، وبعض الزعماء الذين أشادوا بـ«شجاعته» – وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي، جو بايدن -، محمّلين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مسؤولية وفاته، لا يبدو أنّ «الضجة» التي تحيط برحيل المحامي السابق البالغ من العمر 47 عاماً، ستستمر كثيراً، ولا سيما أنّ بعض الأحداث المهمة التي تشهدها الحرب الروسية – الأوكرانية بدأت «تطغى» على الخبر بالفعل، وسط ما يبدو أنّه «قرار» روسي بإنهاء أي «جدل» أو «حراك» على علاقة بالمعارض المقرّب من الغرب، في أسرع وقت.وكان فريق نافالني قد أكّد، السبت، أنّ سلطات السجن أبلغت والدة السجين أنه توفي «بمتلازمة الموت المفاجئ»، وأنّه لن يتم تسليم جثمانه قبل «الانتهاء من التحقيق»، بعدما أفادت معلومات بأنّه كان قد «أغمي عليه»، وتوفي الجمعة، أثناء سيره في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي، على بعد نحو 1900 كيلومتر شمال شرقي موسكو، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن تمتد إلى ثلاثة عقود. ولدى إعلان السلطات عن هذه الحادثة، اكتفى بوتين، الذي كان يخاطب مجموعة من العمال والطلاب في مصنع للآلات في مدينة تشيليابنسك الصناعية، بالإشادة بـ«التقدم التكنولوجي» الذي رآه في المصنع، من دون التطرق إلى وفاة نافالني بأي شكل من الأشكال، علماً أنّه حتى الآن، لم يصدر أي تعليق عن بوتين شخصياً في هذا الصدد.

سرعان ما بدأت الأنظار تتحول نحو مدينة أفدييفكا، في أعقاب إعلان كييف انسحاب قواتها منها


على الضفة الأخرى، شملت ردود الفعل الغربية إعلان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، السبت، أنّ بريطانيا «ستتخذ الإجراءات المناسبة»، ودعوته الدول الأخرى إلى اتخاذ «خطوة مماثلة». وتابع كاميرون، في حديث إلى شبكة «سكاي نيوز» البريطانية: «يجب أن تكون هناك تبعات عندما تحدث انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان مثل هذه»، على حدّ زعمه. في المقابل، رفضت بكين التعليق على الوفاة، مشيرةً إلى أنّ تلك المسألة هي «شأن داخلي روسي» محض.
على أنّ الأنظار سرعان ما بدت وكأنها تتحول نحو مدينة أفدييفكا، في أعقاب إعلان كييف انسحاب قواتها منها، وتأكيد روسيا، من جهتها، فرض «سيطرتها الكاملة» على المدينة. وتعقيباً على ذلك، قال بايدن إنّه في حال عدم إقرار الكونغرس لمساعدات إضافية لكييف فإنّ مدناً أوكرانية أخرى ستكون معرضة للسقوط في قبضة القوات الروسية. واللافت، أنّ وفاة نافالني والتقدم الروسي يأتيان قبل شهر تقريباً من الانتخابات الرئاسية الروسية، وفي وقت يعتبر فيه العديد من المراقبين الغربيين أنّ بوتين نجح في الحفاظ على سلطته وتعززيها حتى، رغم كل المحاولات الغربية لزعزعة الداخل الروسي وإضعاف النظام في موسكو، منذ بدء الحرب الروسية – الأوكرانية في شباط 2022.

المصدر:”الأخبار”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *