أخبار عربية ودولية

الضغوط الدولية تحيي المفاوضات: أميركا تستعجل التهدئة

تدور إسرائيل في حربها على غزة، في حلقة مفرغة من دون توقّف، بينما تزداد الضغوط والتحديات عليها من كل حدب وصوب. ومع أن ضغوط الولايات المتحدة على الكيان، لا تزال كلاماً أكثر منها أفعالاً، إلا أن المناخ الدولي العام، آخذ في التحوّل أكثر فأكثر، ويوماً بعد آخر، في اتجاه معارض لما ترتكبه إسرائيل من فظائع في حربها على غزة، وخصوصاً قتل عمّال الإغاثة الأجانب قبل أيام. وهو ما حذّر منه الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالأمس، عندما أخبره أن العديد من حلفاء الولايات المتحدة أعلموها عن تغيّر في موقفهم من إسرائيل على خلفية الحرب. وكذلك فعل المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية، الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي حذّر نتنياهو علناً، من أن «إسرائيل تخسر بكل تأكيد في حرب العلاقات العامة». أيضاً، برز هذا المناخ في «مجلس الأمن الدولي»، أمس، عبر تصريحات مندوبي الدول الأعضاء. وبعدما أعلنت فرنسا قبل أيام عن مسعاها لطرح مشروع قرار للتصويت، يقضي بمطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة، من دون ربطه بمسألة الأسرى، خرجت المندوبة البريطانية في المجلس لتؤكد أن «على إسرائيل إجراء تغييرات كبيرة وملموسة لوضع آلية فعالة لمنع الصدام فوراً»، وأن «حماية المدنيين تحتاج إلى تغييرات كبيرة وفورية في الحملة العسكرية الإسرائيلية». وفي الاتجاه نفسه، قال المندوب الروسي إن «إسرائيل تواصل شن أسوأ عملية عسكرية لها على الرغم من قرار مجلس الأمن وقف الحرب»، مشيراً إلى أن «لا بديل من وكالة الأونروا في قطاع غزة». أما المندوب الصيني فشدّد على أن «على إسرائيل التوقف عن استهداف المنظمات الإنسانية والعاملين بها في غزة»، داعياً إلى «فتح كل المعابر البرية مع قطاع غزة».وبعد الاتصال الهاتفي «المتوتر والصعب»، بين بايدن ونتنياهو، أول من أمس، بحسب وصف الإعلام الإسرائيلي، وفي ظلّ الضغوط الدولية المتزايدة، انعقدت جلسة «الكابينت السياسي والأمني»، واستمرّت لساعات طويلة، قبل أن تخلص إلى أن «الجيش الإسرائيلي مستعدّ لأي تطور ضدّ إيران، سواء في الدفاع أو في الهجوم»، وإلى أن «مجلس الوزراء خوّل رئيس الوزراء ووزير الدفاع والوزير غانتس اتّخاذ خطوات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في قطاع غزة». وفي ضوء ذلك، «ستسمح إسرائيل بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مؤقت عبر ميناء أشدود ومعبر إيرز، وزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم». ومباشرةً، لاقت القرارات الإسرائيلية تفاعلاً في واشنطن، حيث أعلن «مجلس الأمن القومي الأميركي»، ترحيبه بـ«الخطوات التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية بناءً على طلب الرئيس بايدن»، مشدداً على وجوب تنفيذها «بشكل كامل وسريع». وأضاف المجلس أن «سياستنا بشأن غزة ستتحدّد عبر تقييمنا لتنفيذ إسرائيل الخطوات التي أعلنتها»، مبدياً استعداد واشنطن «للتنسيق مع إسرائيل والأردن ومصر والأمم المتحدة لضمان تنفيذ هذه الخطوات».

يُتوقّع وصول مدير «الاستخبارات المركزية الأميركية» إلى القاهرة «في مسعى للتوصل إلى انفراجة في اتفاق بشأن الرهائن»


وفي موازاة ذلك، وبعد طلب بايدن من نتنياهو، منح الوفد الإسرائيلي صلاحيات واسعة للتوصّل إلى صفقة تبادل مع حركة «حماس»، في أسرع وقت، يُتوقّع وصول مدير «الاستخبارات المركزية الأميركية» إلى القاهرة «في مسعى للتوصل إلى انفراجة في اتفاق بشأن الرهائن»، بحسب موقع «أكسيوس» الأميركي. وبحسب المعلومات الآتية من القاهرة، فقد أجرى مسؤولون مصريون خلال اليومين الماضيين اتصالات مكثفة مع نظرائهم الأميركيين، لنقاش مسار التهدئة، وسط بداية بحث إمكانية تنفيذ صفقة جديدة لإدخال أدوية إلى قطاع غزة. وأفاد مسؤولون مصريون شاركوا في الاتصالات، «الأخبار»، بأن المسؤولين الأميركيين طلبوا من نظرائهم المصريين «ضرورة إقناع المسؤولين القطريين بالاستمرار في التفاوض، والضغط على المقاومة، وتجاهل تصريحات عدد من الوزراء الإسرائيليين»، فيما اعتبر الجانب المصري أن «طلب واشنطن وقف إطلاق النار الفوري سيخلق لدى الاحتلال مرونة لتقديم مزيد من التنازلات خلال المرحلة المقبلة»، مشيراً إلى «إمكانية استئناف المفاوضات خلال يومين في القاهرة».
ومن المرتقب أن يتلقّى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر، تميم بن حمد، اتصالات هاتفية خلال الأيام المقبلة من الرئيس الأميركي لبحث مسار المفاوضات، علماً أن «مسؤولين من الخارجية الأميركية سيتواجدون في القاهرة خلال الأيام المقبلة، لبحث قضايا عدة مرتبطة بالجانب السياسي»، وفقاً لمصادر «الأخبار». وبحسب مسؤول مصري، فإن «استمرار مسار الحرب بهذه الطريقة، سيؤدّي بالمنطقة إلى مزيد من التصعيد الذي سيكون من الصعب التعامل معه عند وصوله إلى درجة محددة».
وعلى خط مواز، أبلغت إسرائيل الجانب المصري، أمس، بقرارها السماح بإدخال شاحنات من المساعدات إلى سكان شمال قطاع غزة. وجاء الإبلاغ الإسرائيلي ضمن مسار التنسيق مع القاهرة، حول كمية المساعدات التي ستدخل إلى القطاع، وهو ما ناقشه المسؤولون المصريون مع نظرائهم الأردنيين والإماراتيين. كما علمت «الأخبار» أن جانباً من النقاشات بين المسؤولين المصريين والأردنيين، تناول ما سمّوه «دعوات حركة حماس إلى التظاهر» في الأردن. كما ناقش الطرفان «اتخاذ مواقف أكثر حدّة من الحركة خلال الفترة المقبلة»، وسط حديثهما عن «تقارير أمنية تفيد بانخراط أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في البلدين ضمن حملات التحريض على التظاهر».

الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *