«يوم التشويش» على نتنياهو: الاحتجاجات تزداد تسييساً
في ظل عودة «الكنيست» من العطلة، وبدء الدورة الصيفيّة، عمّت الأنشطة الاحتجاجية الشوارع الإسرائيلية، أمس، تحت شعار «يوم التشويش». وبدءاً من ساعات الصباح، انطلقت قوافل من آلاف السيارات من عدد من المناطق في فلسطين المحتلة، قبل أن تلتقي في القدس مساءً أمام مقر «الكنيست»، وهي تحمل مطالب جمّة؛ بينها إعادة المختطفين ووقف الحرب، وإقرار موعد مبكر للانتحابات، وإسقاط الحكومة ورأسها بنيامين نتنياهو، وإعادة المستوطنين الذين جرى إخلاؤهم من مستوطنات الشمال والجنوب، إضافة إلى الاعتراض على قانون التجنيد الذي يدفع به نتنياهو لضمان إعفاء «الحريديين» من الخدمة الإجبارية.وفي وقت مبكر، حاول ناشطون من حركة «إخوة السلاح» إغلاق «شارع 1» عند باب الواد على طريق القدس، فاندلعت مواجهات بينهم وبين الشرطة أفضت إلى اعتقال 13 منهم. وفي بيان لها، قالت الحركة إن «إرث حكومة الخراب سيُذكر للأبد. ففي وقتٍ يقاتل فيه جنودنا في غزة، تخطط لتمرير قانون لدواعٍ سياسية على ظهورهم (…) فيما المختطفون والمختطفات في جهنّم، والبيوت تحترق، وسكان الشمال تمّ التخلي عنهم… لقد حان الوقت لأن يستيقظ الشعب وتتفكك حكومة الخراب». وكانت السيارات قد تجمّعت، منذ الصباح، عند تقاطع الزرازير بالقرب من قرية الزرازير في شمال فلسطين المحتلة؛ حيث سارت القوافل بالسرعة الأدنى التي يسمح بها القانون، ضمن حملة أطلقتها منظمة «ننقذ إسرائيل»، التي تقف وراء «يوم التشويش»، مع حركات ومنظمات محليّة أخرى «من أجل إنقاذ دولة إسرائيل وإعادة التفويض إلى الشعب». وفي السياق، قالت عالمة الفيزياء الإسرائيلية، وقائدة المنظمّة شيكما بريسلر: «نحن نقوم بالشيء الصحيح للدولة، لأنه لكي تستمر هذه الدولة في الوجود، على هذه الحكومة أن ترحل».
وفي ساعات المساء، نُظّمت التظاهرة الضخمة أمام مقر «الكنيست»؛ حيث طالب المحتجون أعضاءه بالسعي إلى تغيير الحكومة وإسقاط الثقة عنها حتى حلول الذكرى الأولى لـ 7 أكتوبر، واستبدالها بحكومة «تحظى بثقة الشعب في هذه الفترة المعقّدة من تاريخ دولة إسرائيل»، علماً أن اقتراح حجب الثقة الذي قدّمته كتل المعارضة، أمس، سقط لعدم حصوله على عدد كافٍ من الأصوات. وفي خلال تظاهرة نظّمت عند دوار «إيغرنت» في المدينة المحتلة، هاجم متظاهر يميني المحتجين، ووصفهم بـ«اليساريين الخونة»، وخاطبهم بالقول: «اذهبوا إلى رفح، هناك بيتكم، فتل أبيب تحترق بالنار بسببكم… بسببكم تحقق هجوم السابع من أكتوبر. يلزمكم شخص مثل بن غفير (ليعالج أمركم)»، فيما وقفت الشرطة من دون أن تحرّك ساكناً، استمراراً لنهجها المتّبع أخيراً تجاه أهالي المختطفين والمتظاهرين، والذي وصل إلى حدّ ضربهم واعتقالهم.
اقتحم بعض المتظاهرين، كجزء من الاحتجاج، جلسات الحكومة
وكان بعض المتظاهرين قد اقتحموا، كجزء من الاحتجاج، جلسات الحكومة التي اندلعت فيها مشادات كلامية بين أهالي الأسرى ونواب «الكنيست»، حيث هاجمت زوجة الأسير، يورام متسغار، آيلا، الأعضاء صارخة: «اخجلوا من أنفسكم، دمهم على أيديكم. لمن سأتحدث بعد؟ إلى الجدران؟ ما الذي بالإمكان فعله حتّى تتحرّك قلوبكم؟». أمّا والدة الأسير متان تسنغأوكير، عيناف، فخاطبت وزير الأمن، يوآف غالانت، قائلةً: «أنت مثلي تعرف المعلومات، وأن عدد الذين على قيد الحياة ينقص. لا يمكن الانتظار حتى يموتوا جميعاً، لن أقبل حقيقة أن ابني اختطف حياً، وأنتم تركتوه وتخلّيتم عنه ليموت». وأضافت: «أنا معك في ما قلته لرئيس الوزراء (حول طلبه الإعلان أن إسرائيل لن تحكم غزة لا مدنياً ولا عسكرياً)، ولكن هذا ليس وقت الاستعراضات السياسية، عليك أنت تفعل أكثر». وتساءلت: «حتى متى سننتظر؟ سنوات؟ من غير المعقول أن تحتلوا رفح الآن، فما الذي كنتم تفعلونه في الأشهر الثلاثة الماضية؟ والتي خلالها قلّصتم القوات؟».
كذلك، هاجم يعكوف جودو، والد القتيل الإسرائيلي توم من «كيسوفيم»، الحكومة خلال التظاهرة، قائلاً: «لا نريد بيبيستان ولا سموترتشستان ولا بن غفيرستان، فنحن اللبراليّون والمجتمع المدني الذي حمل كل عبء وعلل إسرائيل». وتابع: «لقد سئمنا حكم المنظمة الإجرامية المسمّاة الحكومة الإسرائيلية. الحكومة الخبيثة والدموية، وعلى رأسها المتهم المجرم، الذي أعلن حرباً على البلاد بأكملها في بداية عام 2023، بل وأكثر من ذلك في 7 أكتوبر 2023، عندما تسبّبوا مع حماس بمقتل بنيّ توم و1500 إسرائيلي، ونحو 250 مختطفاً». ورأى أن هذه الحكومة «هي العدوّ الأكبر لإسرائيل، لأنها منذ عام ونصف عام وهي تمزّق النسيج الوطني في البلاد».
بيروت حمود