أخبار لبنانية

معادلة الردّ المتلائم تقوّض الصورة الردعية للجيش بين المستوطنين: تصعيد ضمن قواعد اشتباك متحرّكة

شهدت جبهة الجنوب في الساعات الـ48 الماضية جولة تصعيد جديدة بين المقاومة وجيش العدو، أدّت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى بينهم مدنيون، فيما ردّت المقاومة بتكثيف عملياتها التي بلغ عددها 26 من بينها 11 عملية أمس، أمطرت خلالها مستوطنات الجليل ومواقع جيش العدو بصليات من الصواريخ والمُسيّرات، في تجسيد إضافي لمعادلة الردّ والردع التي تحكم المواجهة العسكرية.وفي محصّلة يوم أمس، اعتبرت القناة 14 العبرية أن «الحرب مع لبنان أصبحت حتمية»، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال «ناقش خلال الأيام الأخيرة سيناريوهات عدة من بينها هجوم استباقي على لبنان». وأظهر التصعيد الإسرائيلي ارتقاء خطيراً في المواجهة العسكرية لزيادة الضغوط على جبهة لبنان عبر رفع مستوى الأثمان في صفوف المقاومة وبيئتها. غير أن من الواضح أن الاعتداءات لا تزال، حتى الآن، ضمن سقف قواعد اشتباك يُراهن على أنها لن تؤدي إلى نشوب مواجهة كبرى في هذه المرحلة، وإن كانت هذه القواعد متحرّكة بالنسبة إلى الطرفين. ويعود ذلك أساساً إلى أن معادلة الردع التي تستند إليها هذه القواعد لا تزال متينة، وإلى أن ردود المقاومة كشفت إرادتها وقدرتها على الرد بما يلائم الاعتداءات، في المدى والشهداء والأهداف، وبما يؤدي أيضاً إلى كبح العدوان وليس اتساع نطاق الحرب ما دام ذلك ممكناً.
هذه المعادلة الدقيقة لا تزال تلزم العدو بها، رغم أنها تدفعه إلى نشر قوات كبيرة من جيشه على الحدود مع لبنان، وتقوّض صورته الردعية لدى مستوطنيه، وهو ما ركّزت عليه وسائل إعلام عبرية أمس بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «يستعدّ للحرب الشاملة ضد إسرائيل منذ 18 عاماً، وهو كما يبدو يعدّ مفاجآت أيضاً»، ونقلت أجواء بائسة من الشمال. فقد اعتبر رئيس مستوطنة المطلة أن حكومة بنيامين نتنياهو «اتخذت قراراً غير رسمي بالتخلي عن الجليل الأعلى، فلا زراعة، لا سياحة، لا يوجد شعب، لا يوجد شيء هنا»، فيما تحدّث مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن «وابل كثيف من الصواريخ باتجاه الشمال، وعن فرق إطفاء تعمل ساعات طويلة على إخماد الحرائق في المستوطنات». ودعت صحيفة «معاريف» إلى وجوب عدم «تطبيع واحتواء الوضع الذي يشتعل فيه الجليل، حيث يتم تدمير المنازل بالكامل كل يوم، ويتم مسح مستوطنات بأكملها ومعها الأمل بالمستقبل». وفي إشارة إلى يأس المستوطنين من الوضع في الشمال، وعدم ثقتهم بقدرة حكومتهم وجيشهم على استعادة الأمن، قرّرت مستوطنة مرغليوت قطع الاتصالات مع الحكومة الإسرائيلية، و«إغلاق بوابة المستوطنة ومنع الدخول والخروج حتى للجنود الإسرائيليين». ونقلت قناة 12 العبرية أجواء مشحونة من داخل الكنيست على خلفية الوضع في الشمال، فنقلت عن زعيم المعارضة يائير لابيد رداً على نتنياهو في الكنيست، قوله: «لماذا لا تزال رئيساً للوزراء؟ لا يمكنك البقاء رئيساً للوزراء، أنت رئيس وزراء غير شرعي، والشمال مهجور ومدمّر».

نصرالله يستعد للحرب الشاملة ضد إسرائيل منذ 18 عاماً وهو كما يبدو يعدّ مفاجآت أيضاً


ميدانياً، قصف حزب الله بالمدفعية أمس موقع المالكية أثناء دخول آليات إليه، ما أدى إلى إصابته «إصابةً مباشرة». واستهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة مرغليوت، كما شنّ هجوماً نارياً مركّزاً على موقع المالكية بالصواريخ الموجّهة وقذائف المدفعية، استهدفت ‏حاميته وتجهيزاته وتموضعات جنوده، وألقت المُسيّرات الهجومية بقذائفها على أهداف داخل ‏الموقع وأصابتها بدقّة. كذلك شنّت المقاومة هجوماً جوياً بمُسيّرات انقضاضية على قاعدة بيت هلل (مقر كتيبة السهل ‏التابعة للواء 769) وتموضع منصات القبة الحديدية مستهدفة أطقمها وضباطها وجنودها في أماكن ‏تواجدهم وتموضعهم. و«بعد رصد مجموعة من جنود العدو تدخل إلى أحد المباني شمال شرق مستعمرة المطلّة استهدفها المقاومون بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيها إصابات مؤكّدة».‏‏ وردّ حزب الله على ‏الاعتداء الذي طاول مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل وأدى إلى إصابة مدنيين، ‏بقصف مستعمرات ميرون وسفسوفة ‏وتسفعون وكريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا و«فلق»، وشنّ هجوماً جوياً ليلياً بمُسيّرات انقضاضية على المرابض المستحدثة لكتيبة المدفعية 411 ‏شرق نهاريا استهدفت أماكن تموضع ضباطها وجنودها و«أصابت أهدافها بدقّة وأوقعتهم ‏بين قتيل وجريح».‏‏ كما استهدف سلاح ‏القناصة في حزب الله ‏التجهيزات التجسسيّة المستحدثة في موقع مسكاف عام، وموقع ‏السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، و‏ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.

الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *