الجديد على جبهات المقاومة.. عملية خلف الخطوط ومنظومة دفاع جوي تطرد الطائرات الإسرائيلية من سماء لبنان.. هل تفقد إسرائيل حرية التفوق الجوي؟ وعمليات مشتركة بين العراق واليمن ماذا تعني اذا استمرت وتوسعت؟ واخر النكات عقوبات أمريكية على عرين الأسود
راهنت إسرائيل على عاملين أساسيين في حربها ضد المقاومة الفلسطينية في غزة، الأول طول مدة الحرب، على امل تعب وانهاك المقاومة وفقدانها الاندفاع والمبادرة ونفاد ذخيرتها ويأس مقاتليها، والعامل الثاني التدمير الهائل والقتل بلا حدود ما يصيب المقاومة بالصدمة والرعب والارتباك. كلا العاملين سقطا وبات من الواضح ان إسرائيل أخطأت الحسابات والتوقعات.
وعلى العكس من ذلك ضاعفت المقاومة في غزة من هجماتها ونوعية عملياتها، وهذا ما ينطبق على جبهات الاسناد التي صعدت من عملياتها كما ونوعا، وباختصار الخط البياني للمقاومة ارتفع مع طول زمن الحرب ولم ينخفض كما كانت تتوقع تل ابيب.
وخلال الساعات الماضية أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس نفيذ عملية اختراق للسياج الفاصل مع إسرائيل
وتحدثت القسام في بيان عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن من خلالها مجاهدو القسام من اختراق السياج الفاصل ومهاجمة مقر قيادة فرقة الجيش الاسرائيلي العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة”. واعترفت إسرائيل بالواقعة، لكن المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري زعم ان جيشه احبط التسلل قرب السياج الحدودي بمنطقة كرم أبو سالم شرق رفح فجر اليوم معلنا عن قتيل واحد. واصابات جراء العملية.
وبغض النظر عن حيثيات ما جرى وعدد القتلى الإسرائيليين اذ تخفي إسرائيل عادة خسائرها او تعلن عنهم على دفعات لاحقا خوفا من تأثر الجبهة الداخلية التي بدورها باتت في حالة احباط بسبب الخسائر وطول الحرب وعدم تحقيق الأهداف. فأن مجرد اقدام المقاومة على عملية خارج السياج الفاصل يعني انها ماتزال تملك زمام المبادرة والقدرة على التخطيط والتحرك والتنفيذ.
اما الحدث الأبرز على جبهة لبنان، فكان بيان المقاومة الذي تحدث عن منظومة دفاع جوي استطاعت طرد الطائرات الحربية الإسرائيلية من سماء لبنان، هذا التطور الأخطر على المستوى الاستراتيجي الحربي على الاطلاق منذ بدء المعارك على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة. فبيان حزب الله يتحدث عن منظومة دفاع جوي قادرة على ابعاد طائرات حربية، وليس اسقاط او التصدي لطائرات استطلاع او طائرات من دون طيار كما جرى عدة مرات. الحديث هنا اذا عن منظومة دفاع جوي متطورة يكشف عنها حزب الله لأول مرة، ومن المرجح ان الحزب تعمد الكشف عن قدراته الجديدة في مجال الدفاع الجوي، لسحب الورقة الأقوى التي تهدد بها إسرائيل لبنان، وهي التدمير من الجو عبر التفوق الجوي الذي يسمح لإسرائيل التدمير من السماء دون أي مضايقات او عوائق، ولا نبالغ ان قلنا ان هذا الكشف لوحده قد يكون سببا في مراجعة إسرائيل لحساباتها فيما يخص الحرب الشاملة على لبنان، وربما تخلت المقاومة عن عنصر المفاجأة هذا في حرب مفتوحة محتملة لصالح منع الحرب وردع إسرائيل.
والجديد أيضا على جبهات الاسناد الأخرى كان الإعلان المشترك بين المقاومة العراقية والقوات المسلحة اليمنية عن عمليتين مشتركتين بينهما استهدفتا سفينتين في ميناء حيفا داخل فلسطين المحتلة،
وأكد المتحدث باسم القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ العميد يحيي سريع في بيان، ان العمليتين العسكريتين كانتا مشتركتينِ معَ المقاومة العراقية استهدفت سفينتينِ كانتا تحملانِ معداتٍ عسكريةً في ميناء حيفا. هذا الإعلان هو الأول من نوعه، ويحمل دلالات كثيرة وكبيرة، وبالمباشرة واختصارا لكل تلك الدلالات فإننا امام تحول يقول اننا ننتقل من جهات الاسناد الى وحدة الجبهات والساحات بشكلي الفعلي، ويؤكد العميد سريع هذه الحقيقة بقوله في بيان ان على إسرائيل توقع المزيد من العمليات المشتركة حتى يتوقف العدوان. كما يدل ذلك على بدء جبهات الاسناد التنسيق فيما بينهما بشكل اكبر وربما بداية لتشكيل غرفة عمليات اسناد مشتركة تنسق العمليات فيما بينها لخدمة اهداف المعركة.
لا يخلو المشهد في جديده من بعض المفارقات، ومن ابرزها اعلان وزارة الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على مجموعة “عرين الأسود” الفلسطينية التي تتمركز في البلدة القديمة في نابلس بالضفة الغربية. مجموعة من الشباب ليس لديهم الا الأسلحة الخفيفة للدفاع عن بلداتهم وبيوتهم من الاقتحامات الإسرائيلية وسياسية هدم البيوت والاعتقال والتنكيل باهل الضفة، والتصدي لقطعان المستوطنين الذين يعتدون على القرى البلدات الفلسطينية. هذه المجموعة الصغيرة من الشبان اعتبرتها الخارجية الامريكية تهدد السلام والاستقرار والامن وتستحق بيان من الخارجية الامريكية يفرض عليهم عقوبات. وماهي هذه العقوبات التي يهتم لها بضعة شبان من أبناء الضفة نذروا انفسهم للجهاد والقتال من اجل وطنهم واهلهم.
وقد وصف نشطاء هذه العقوبات بانها نكتة سمجة، ودليل على ان الإدارة الامريكية مصابة بالخرف. فهل مجموعة صغيرة من الشباب في البلدة القديمة لنابلس تهدد الاستقرار والسلام، وبالأساس اين هو الاستقرار والسلام في مدن الضفة او في عموم فلسطين حيث تقوم إسرائيل بأبشع عمليات الإبادة والانتقام والهدم والاعتقال. وأين هي حسابات هؤلاء الشبان الذين لا يملكون قوت يومهم في البنوك العالمية. واذا كان الانتقال بين مدن الضفة عملية صعبة ومعقدة وتمتد لساعات من المعاناة على الحواجز، فهل يهتم شبان عرين الأسود بفيزا الى أوروبا او أمريكا ؟ قد يكون وصف نكته سمجة وصفا مطابقا لطبيعة هذا القرار، لكنه أيضا اقرب للسخف.
رأي اليوم