أخبار عربية ودولية

مساعٍ «جمهورية» لتقويضها: هاريس تطلق حملتها

في أعقاب الانطلاقة «النارية» لنائبة الرئيس، جو بايدن، كامالا هاريس، بعد انسحاب الأخير من السباق الرئاسي، يبدو أنّ استطلاعات الرأي بدأت تصب في مصلحة المرشّحة الديموقراطية الجديدة؛ إذ أظهر استطلاع أجرته وكالة «رويترز»، بالتعاون مع «إبسوس»، أنّ نائبة الرئيس تتفوق بنقطتين مئويتين على مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب. وأُجري الاستطلاع الذي شمل ألفاً و241 أميركياً، يتمتعون بحق التصويت على مستوى البلاد، منهم 1018 ناخباً مسجلاً، الإثنين والثلاثاء، أي بعد «المؤتمر الوطني» للحزب الجمهوري، وبعد إعلان بايدن، الأحد، انسحابه ودعم هاريس. وتقدمت الأخيرة، التي أكدت أنها حصلت على دعم العدد الكافي من المندوبين للترشح للرئاسة، على ترامب بنسبة 44% مقابل 42%، مع وجود هامش خطأ قدره ثلاثة نقاط مئوية. إلا أنّ ما يجدر التذكير به، هنا، هو أن الاستطلاعات الوطنية تمنح بعض المؤشرات بخصوص مدى دعم الأميركيين للمرشحين، لكن عدداً من الولايات التنافسية لا يمكن حسمها إلا في «المجمع الانتخابي»، الذي يحدد من يفوز، أخيراً، في الانتخابات الرئاسية.أما داخل الحزب الديموقراطي، وبحسب استطلاع آخر أجرته شبكة «سي بي أس» الأميركية، فإنّ 8 من كل عشرة ديموقراطيين يرون أنّ على الحزب أن يدعم ترشيح هاريس، ولا سيما في ظل غياب أي مرشح آخر حتى الآن. ومع ذلك، يفضل أربعة من كل عشرة ناخبين ديموقراطيين أن يتم الانتظار حتى «المؤتمر الوطني» للحزب قبل اختيار المرشح، فيما يطالب البقية باختيار المرشح «فوراً». أيضاً، ظهر أن أربعة من أصل عشرة ناخبين أكدوا أن انسحاب بايدن جعلهم أكثر «تحفيزاً» للمشاركة في عملية الاقتراع، طبقاً للاستطلاع نفسه الذي أجري بين الـ21 والـ22 من الشهر الحالي، وشمل ألفاً و71 ناخباً مسجلاً. ويأتي هذا في وقت تعمل فيه حملة هاريس على تعزيز «التنظيم» في صفوفها، إذ أصبح عدد المتطوعين لدعم الحملة أكثر من 58 ألفاً، اعتباراً من صباح الثلاثاء، بعدما كان عددهم 30 ألفاً تقريباً، بعد ظهر يوم الإثنين.
وفي محاولة لـ«تقويض» انطلاقة هاريس، تقدمت حملة ترامب بشكوى إلى «لجنة الانتخابات الاتحادية»، الثلاثاء، تزعم فيها أنّه لا يحق للمرشحة الجديدة، قانونياً، استخدام الأموال التي كانت قد جمعتها حملة إعادة انتخاب بايدن قبل انسحابه، علماً أنّ الأخير دعا سابقاً، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الداعمين إلى التبرع لحملة هاريس على الحساب نفسه الذي كان يجمع عليه تبرعاته. ونتج من ذلك أن نجحت هاريس في جمع تبرعات «هائلة» في غضون أيام قليلة؛ فعلى سبيل المثال، قال مسؤول في حملتها إنها جمعت أكثر من 100 مليون دولار من 1.1 مليون مانح مختلف، 62٪ منهم مساهمون للمرّة الأولى في الحملة، بين الأحد والاثنين، ما يعكس، طبقاً لمراقبين، «الطاقة الجديدة الهائلة» التي بثها ترشيحها داخل القاعدة الديموقراطية التي كانت قد أصبحت «كئيبة». وإضافة إلى الشكوى، يحاول ترامب وحلفاؤه إلصاق ما يعدّونها «إخفاقات» عهد بايدن بهاريس، على غرار الفشل في احتواء أعداد المهاجرين، والتضخم الهائل في الداخل الأميركي. وفي السياق، قال ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم ترامب، إن «سجل كامالا هاريس الضعيف هو سجل من الفشل التام وعدم الكفاءة المطلقة. سياساتها هي سياسات بايدن، والعكس صحيح».
وفي المقابل، عادت هاريس لتهاجم «سجل» ترامب الحافل بالتهم القضائية، ولا سيما في الخطاب الذي ألقته في أول تجمع انتخابي لها، مساء الثلاثاء، أمام حشد من عدة آلاف في مدرسة «ويست أليس سنترال» الثانوية في إحدى ضواحي ميلووكي في ويسكونسن، وهي ولاية متأرجحة لها دور محوري في تحديد نتيجة الانتخابات. وفي خطابها، الذي شهد تفاعلاً وحماساً من الجمهور، كانا قد غابا نسبياً في خطابات بايدن أخيراً، أكدت هاريس أنّه أثناء عملها كمدعية عامة في كاليفورنيا، «تعاملت مع الجناة من جميع الأنواع: المفترسون الذين أساءوا معاملة النساء، والمحتالون الذين سرقوا المستهلكين، والغشاشون الذين انتهكوا القواعد لتحقيق مكاسبهم الخاصة»، متابعةً: «لذا أصغوا إلي عندما أقول، أعرف نوع دونالد ترامب». وقوبلت تصريحاتها تلك بهتافات من قبيل «اسجنوه»، وهو هتاف كان شائعاً في تجمعات ترامب في عام 2016، ضدّ هيلاري كلينتون. وبدلاً من تعداد «إنجازات بايدن»، سعت نائبة الأخير إلى توجيه رسالة اقتصادية أكثر وضوحاً وتطلعاً إلى المستقبل، مؤكدةً أنّ «بناء الطبقة الوسطى» سيكون هدفاً حاسماً لرئاستها. كما حضت الناخبين في الولاية على التصويت لها، لافتةً إلى أنّ «الطريق إلى البيت الأبيض يمر عبر ويسكونسن. وللفوز في ويسكونسن، نحن نعتمد عليكم، هنا في ميلووكي. ساعدتمونا في الفوز في عام 2020، وفي عام 2024، سنفوز مرة أخرى».
تزامناً مع ذلك، لا يزال الجسم الأمني الأميركي يعيش تبعات محاولة اغتيال ترامب، إذ أعلنت مديرة «جهاز الخدمة السرية»، كيمبرلي تشيتل، مساء الثلاثاء، استقالتها، بعد يوم من إقرارها بأن الجهاز فشل في مهمته لمنع محاولة اغتيال الرئيس السابق، وسط دعوات من الحزبين الجمهوري والديموقراطي إلى تنحيتها. وسرعان ما رحّب رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، بالاستقالة، قائلاً في حديث إلى الصحافيين، إنها «تأخَرَت، كان عليها أن تقوم بذلك قبل أسبوع على الأقل. أنا سعيد لرؤية أنها استجابت لدعوة كل من الجمهوريين والديموقراطيين»، مضيفاً: «علينا الآن لملمة الحطام وإعادة بناء ثقة الشعب الأميركي في جهاز الخدمة السرية». ومن جهته، شكر جو بايدن تشيتل على عملها في الجهاز لقرابة ثلاثة عقود، معتبراً أنّها «كرّست حياتها وخاطرت بها لحماية بلادنا طوال مسيرتها المهنية». على أنّ بايدن نفسه حرص على ذكر التحقيق «المستقل»، الذي من المفترض أن يحدّد كيف تمكّن مطلق النار من أن يقترب إلى هذا الحد من ترامب.

الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *