أخبار عربية ودولية

إيران تهندس مسرح الردّ: «لا تسامح مع المجرم»

على وقع استنفار عسكري إسرائيلي، واستعدادات تقودها الولايات المتحدة مع دول إقليمية ترقُّباً لردّ محور المقاومة على تصعيد تل أبيب في أكثر من ساحة إقليمية، واصلت إيران حراكها الدبلوماسي على مختلف الصعد، لتهيئة المناخ الدولي الملائم لإدانة العدوان الإسرائيلي الأخير على أراضيها، بوصفه انتهاكاً صارخاً لسيادتها، وذلك من باب التشديد على مدى خطورته على الاستقرار على المستويَين الإقليمي والدولي، والتأكيد على مشروعية ذلك الرد، سواء من المنظور السياسي، أو من المنظورَين الأخلاقي والقانوني، وسط تكتم شديد حول طبيعته ومداه.وفي موازاة توجّه نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، إلى الدوحة للمشاركة في مراسم تشييع الشهيد إسماعيل هنية، في زيارة التقى خلالها أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أجرى القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية، علي باقري كنّي، على مدى الساعات الماضية، سلسلة اتصالات مع عدد من وزراء الخارجية، من بينهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزيرا خارجية الأردن أيمن الصفدي، والجزائر أحمد عطاف، وكذلك المسؤولون الدوليون، وفي طليعتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وفي اتصاله مع الصفدي، شدّد الدبلوماسي الإيراني على أن «عدم التصدّي للصهاينة سيعرّض السلام والأمن الإقليميَّين لخطر حقيقي»، مؤكداً أن بلاده «ستطبق القانون والعدالة من دون تسامح مع هذا الكيان المجرم»، الذي «تجاوز خطّاً أحمر مهماً» باغتياله هنية في طهران، فيما أعرب الوزير الأردني عن إدانته عملية الاغتيال، بوصفها «جريمة»، و»انتهاكاً لسيادة ووحدة أراضي» الجمهورية الإسلامية.

أبدى بوريل قلق بروكسل من تصاعد التوتر، وإشعال فتيل حرب شاملة في المنطقة


كذلك، أجرى باقري كنّي محادثات هاتفية مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اعتبر فيها أن «صمت بعض الدول الأوروبية، سيشجع الكيان الصهيوني على مواصلة اعتداءاته»، مستنكراً عدم إدانة بعض هذه الدول عملية اغتيال هنية، تماشياً مع الموقف الأميركي. واعتبر بوريل، بدوره، أن «من حق إيران الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها»، مبدياً قلق بروكسل من «تصاعد وتيرة التوتر، و(إمكانية) إشعال فتيل حرب شاملة في المنطقة».
من جهته، أكّد وزير الاستخبارات الإيرانية، إسماعيل خطيب، أن اغتيال هنية نفّذته إسرائيل «بضوء أخضر من الولايات المتحدة». وفي رسالة تعزية إلى عائلة الراحل وحركة «حماس»، قال خطيب إن «اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، الذي نفّذه الصهاينة الغاصبون بضوء أخضر من الولايات المتحدة، أعاد وحشية الكيان الصهيوني مجدداً إلى الواجهة»، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا».

الإعلام الغربي يقحم «سردياته» في شأن الاغتيال
وبالحديث عن الروايات المتداولة المحتملة حول وقائع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، حاول الإعلام الغربي، بأسلوب لا يخلو من محاولات التشويش على التحقيق الرسمي الإيراني، الترويج لسيناريوات مفترضة متعددة. فمن جهتها، زعمت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هنية قُتل جراء انفجار قنبلة وُضعت سرّاً قبل نحو شهرين في المقرّ الذي أقام فيه ليلة الاغتيال، مضيفة أن القنبلة تم تفجيرها بالتحكّم عن بعد، بعد التأكد من وجود هنية في الغرفة حوالى الساعة الثانية فجراً. كذلك، أورد موقع «أكسيوس» رواية تتقاطع في بعض جوانبها مع رواية «نيويورك تايمز»، زاعماً أن الموساد الإسرائيلي استخدم قنبلة عالية التقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي للقيام بالاغتيال.
لكن وكالة «فارس» الإيرانية كانت كشفت، في وقت سابق، أن منزل هنية تعرّض لقذيفة دمّرت أجزاء من سقف ونوافذ مسكنه الواقع في الطابق الرابع من بناية في منطقة الزعفرانية، لافتة إلى أن «هذا العمل الإرهابي تم التخطيط له وتنفيذه من قِبَل النظام الصهيوني». ومن جهته، أفاد التلفزيون الإيراني بأن التقارير المنتشرة تحت عنوان «تفاصيل عملية اغتيال هنية»، لا يمكن الركون إليها، باعتبارها «غير دقيقة»، ولا تعدو كونها «تكهّنات غير رسمية».

الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *