أخبار لبنانية

محاولة اغتيال (مفترَضة) ثانية: «أعاجيب» ترامب لا تنفد

بعد مرور أكثر من شهرين على تعرّضه لمحاولة اغتيال أولى، كان «نادي ترامب الدولي للغولف»، الواقع في ويست بالم بيتش في ولاية فلوريدا، مسرحاً لما بدا أنه «محاولة اغتيال (ثانية) للرئيس السابق»، بحسب الرواية الرسمية لأجهزة الأمن الأميركية. ملعب الغولف، الذي يملكه المرشح الرئاسي الجمهوري، ويقع على مسافة قريبة من محلّ إقامته في الولاية، تمّ إغلاقه من فور إعلان جهاز «الخدمة السرية»، أن أحد أفراده المولجين بحماية ترامب، أَطلق النار بشكل وقائي نحو رجل مشتبه فيه كان يصوّب بندقيته، ومن مسافة لا تتجاوز الـ500 متر، في اتجاه مكان وقوف الرئيس السابق، قبل أن يتمّ القبض عليه في وقت لاحق في مقاطعة مارتن، وفقاً لِما نقلته وسائل إعلام أميركية عن مصادر أمنية. وفي حين أعلن «مكتب التحقيقات الفدرالي» (إف بي آي)، في بيان، شروعه في التحقيق في ما سمّاه «محاولة الاغتيال»، أكّدت الشرطة المحلية إلقاء القبض على المشتبه فيه في تنفيذ الهجوم المفترض، بعد مطاردته، كاشفة أنه يُدعى ريان ويسلي روث، ويبلغ من العمر 58 عاماً. وخلال الساعات الأولى التي أعقبت الهجوم، أفاد قائد شرطة مقاطعة مارتن، ويليام سنايدر، بأن الرجل الذي جرت ملاحقته إثر تشديد الإجراءات الأمنية في محيط «نادي ترامب الدولي للغولف»، ومطاردة السيارة التي هرب فيها من المكان عبر الطريق السريع «آي 95» في اتجاه المقاطعة الواقعة على مسافة 40 كيلومتراً، كان «هادئاً نسبياً»، و»لم يُظهر الكثير من المشاعر» لدى اعتقاله، مضيفاً أن المشتبه فيه لم يكن مسلّحاً عندما أخرجه رجال الأمن من السيارة. ولفت سنايدر إلى أن السيارة لم تخضع للتفتيش، موضحاً أن شرطة مقاطعة مارتن ستأخذ السيارة إلى حجز «مكتب التحقيقات الفدرالي» الذي سيتولّى التحقيق، جنباً إلى جنب مكتب قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش و»جهاز الخدمة السرية» الأميركي.
بدوره، استعرض قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش، ريك برادشو، في مؤتمر صحافي، ملابسات الحدث الأمني، مبيّناً أنه تمّ إبلاغ مكتبه يوم الأحد حوالى الساعة 13:30 (17:30 بتوقيت غرينتش) بعد الظهر بتوقيت مناطق شرقي الولايات المتحدة، بأن أعضاء حماية ترامب من «جهاز الخدمة السرية» اشتبكوا مع رجل مشتبه فيه كان يحمل بندقية وسط الشجيرات في محيط مكان الحادثة، ما اضطره إلى إلقاء بندقيته، والفرار على متن سيارة من نوع «نيسان» سوداء اللون. وتابع برادشو أن «جهاز الخدمة السرية قام بالضبط بما كان ينبغي القيام به»، مثنياً على جهود أحد الشهود الذي شاهد الرجل المسلّح وتمكّن من التقاط صورة لسيارته ولوحة القيادة الخاصة بها، ما ساعد سلطات إنفاذ القانون على تعميم بيانات السيارة ومواصفاتها. وفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر في سلطات إنفاذ القانون، قولها إنه تمّ العثور على سلاح من طراز «كلاشينكوف» في مكان إطلاق النار، مرجّحة أن المشتبه فيه كان ينوي استهداف الرئيس الأميركي السابق في «نادي ترامب الدولي للغولف».

أبدى المشتبه فيه في محاولة اغتيال ترامب استعداده «للسفر إلى حدود أوكرانيا للتطوّع والقتال والموت»


وبينما لم يذكر برادشو تفاصيل عن أيّ دافع محتمل لروث، أوردت شبكتا «سي إن إن» و»سي بي إس» أن الأخير الذي يعمل لحسابه الخاص في بناء مساكن ميسورة الكلفة في هاواي، لديه سجلّ إجرامي حافل منذ التسعينيات، من ضمنها جرائم دهس، ومقاومة الاعتقال، وانتهاك قانون الأسلحة، والتهرّب الضريبي، إضافة إلى ميوله السياسية، حيث تُظهر تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعي تأييده لترامب في وقت سابق، قبل أن يصبح أحد معارضيه، فضلاً عن اهتمامه بالحرب الروسية – الأوكرانية، إذ ذكر في تغريدة، عبر موقع «إكس» تعود إلى آذار من عام 2022، أنه «مستعدّ للسفر إلى حدود أوكرانيا للتطوّع والقتال والموت».
ومع نجاح فريق الحماية الخاص بترامب في تأمين خروجه من «مسرح الجريمة المفترضة»، أكّد الناطق باسم حملة المرشح الجمهوري، ستيفن تشيونغ، في بيان، أن ترامب «آمن بعد إطلاق النار في محيطه»، لافتاً إلى أنه «لا توجد تفاصيل أخرى في هذا الوقت». وفي الإطار نفسه، بادر ترامب، في منشور عبر حسابه في موقع «تروث سوشال»، إلى تقديم الشكر إلى «جهاز الخدمة السرية» وباقي وكالات إنفاذ القانون الأخرى، معتبراً أن «العمل الذي تمّ إنجازه كان رائعاً للغاية».
وبقصد قطع الطريق على أيّ محاولة من جانب السياسي الجمهوري المثير للجدل لتوظيف الواقعة انتخابياً ضدّ «المعسكر الديمقراطي»، وهو ما أوحى به من خلال ما ضمّنه في رسالة كان قد وجّهها إلى حملته الرئاسية لجمع التبرعات، حين قال إن «هناك في هذا العالم أشخاصاً سيفعلون كل ما في وسعهم لوقفنا»، صدر بيان عن البيت الأبيض، جاء فيه أنه تمّ إطلاع الرئيس جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، على الحادث الأمني الذي تعرّض له ترامب في ولاية فلوريدا، وأن كليهما «مرتاح لمعرفة أنه آمن». ووفق نص البيان، الذي اتّسق مع نبرة وجوه بارزة من الحزب الديمقراطي، كالسيناتور «التقدمي» بيرني ساندرز، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أشارت هاريس إلى أنها «منزعجة» لما حدث، معربة عن إدانتها «العنف السياسي» بعد محاولة الاغتيال المحتملة للرئيس السابق. وتعهّدت نائبة الرئيس الأميركي بأن إدارتها «ستضمن أن يكون لدى الخدمة السرية كل الموارد والقدرة والتدابير الوقائية اللازمة لتنفيذ مهمتها الحاسمة».

خضر خروبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *