مساعٍ حكوميّة لحصر رقعة الحرب: المقاومة العراقيّة تتهدّد الأميركيّين
بغداد | تضاعفت التحذيرات من احتمال شنّ العدوّ الإسرائيلي هجمات على الأراضي العراقية، رداً على عمليات «المقاومة الإسلامية في العراق»، والمستمرة بشكل مكثّف ضد أهداف ومواقع إسرائيلية حيوية منذ انطلاقة معركة «طوفان الأقصى»، فيما أكد مصدر ديبلوماسي رفيع أن السلطات العراقية متخوّفة من توسع رقعة الحرب التي تنعكس تداعياتها على البلاد.وقال المصدر الديبلوماسي، لـ«الأخبار»، إن «الحكومة تضغط على الفصائل لعدم جرّ البلاد إلى ساحة الصراع، إلى جانب قلقها من هجمات إسرائيلية قد تستهدف موانئ أو حقولاً نفطية أو منشآت استراتيجية، كما يجري الآن في لبنان وفلسطين». وتابع أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، يسعى إلى وقف إطلاق النار والتهدئة، ليس داخل العراق فقط وإنما في المنطقة كلها، بما فيها لبنان. ولفت إلى أنه بعد استشهاد الأمين العام لـ«حزب الله»، السيد حسن نصر الله، وهو رأس هرم المقاومة، ثمة قلق لدى الحكومة من ردة فعل المقاومة ضد إسرائيل، أو ضرب أهداف تابعة لها في مناطق مختلفة.
ويؤكد القيادي في «المقاومة الإسلامية في العراق»، علي المهدي، من جهته، أن المقاومة «جاهزة لمواجهة إسرائيل، وأن طبول الحرب دُقّت بعد استشهاد سيد المقاومة حسن نصر الله». ويضيف، في حديث إلى «الأخبار»، أن «فصائل المقاومة سترفع سقف مواجهتها، وربما ستدخل في مرحلة جديدة وهي تحقيق ضربات موجعة ضد العدوّ، بصواريخ لم تُستخدم حتى الآن». ويشير إلى أنه «في حال اجتاحت قوات العدوّ أراضي لبنان براً، سنشارك في الجبهة نفسها ضد الكيان الصهيوني، فضلاً عن تقديم الدعم بالسلاح وغير ذلك».
ويتوقّع المهدي أن «توجّه إسرائيل ضربات داخل العراق، وأيضاً لا أستبعد استهداف قادة كبار، كما فعلت مع القيادة العليا لحزب الله، لكن جنود المقاومة على أتمّ الجاهزية لمواجهة العدوّ. وإذا فعلاً استهدفوا العراق، فسنقوم بقصف كل شيء أميركي وإسرائيلي، ولا نفرّق بينهم».
ويتخوّف كثيرون من اتساع الحرب لتصل نيرانها إلى داخل العراق، بينما تعرب الأوساط الشعبية عن دعمها للبنان. وتطالب المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار. ويتحدّث مصدر أمني كبير، إلى «الأخبار»، عن «توجيه السوداني القطعات الأمنية بالانتشار على الحدود مع سوريا تلافياً لاستغلال الأحداث من قبل عصابات داعش»، فيما تفيد مصادر في «الإطار التنسيقي»، مقرّبة من السوداني، بأن الأخير «اجتمع مع قيادات الفصائل في بغداد بعد استشهاد نصر الله، وتحدّث معهم عن مسؤولية عدم جرّ البلاد إلى حرب مع إسرائيل جراء ضربات فصائل المقاومة». وتضيف أن «السوداني طلب من الجميع التهدئة، وعدم التعرّض للمصالح الأميركية حفاظاً على اتفاق انسحابها في ظرف عام واحد».
ثمة مخاوف حكومية عراقية من استهداف موانئ وحقول نفط في البلاد
بدوره، يدعو النائب في البرلمان العراقي، عامر عبد الجبار، الحكومة إلى تشكيل لجنة طوارئ سرية لمتابعة الأوضاع التي تتعلّق بالحرب وإمكانية امتدادها إلى العراق». ويرى أن «إمكانية حدوث حرب شاملة وقصف موانئ العراق وحقول النفط واردة جداً، في ظل التداعيات الخطيرة، وهذا سيؤثر على اقتصاد العراق وأمنه القومي». ويلفت عبد الجبار، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «الصراع الحالي يحتاج إلى موقف أكثر جدية من الحكومة، وخاصة في مسألة وقف إطلاق النار والتهدئة على الصعيدين الخارجي والداخلي الذي يخصّ الفصائل». أما النائب عن حركة «عصائب أهل الحق»، محمد البلداوي، فيقول إن «المقاومة جاهزة بسلاحها ورجالها في حال هاجم الكيان العراق، وستكون المواجهة مباشرة». ويشير، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «هناك مجتمعاً دولياً ومجلس أمن عليهما أن يتحرّكا في قضية وقف إطلاق النار. وفي حال بقيت إسرائيل تقترف الجرائم، هناك قوة ردع ولا يتصور العدو أن العراق بلد ضعيف».
من جانبه، يرى الخبير الأمني، جودت محمد، أن «لدى إسرائيل بنكاً من الأهداف التي تسعى إلى استهدافها، ومنها داخل العراق، وخاصة بعد وابل من الصواريخ وسرب المسيّرات التي استهدفتها». ويبيّن أن «المقاومة لديها قدرات لمواجهة الهجمات في حال حدوثها، لكن ذلك يتطلّب أن تتخذ الحكومة موقفاً قوياً في هذا الصدد».
فقار فاضل