المقاومة تضرب وتُوجع في الجولان: لا حياد عراقياً بمواجهة العدوّ
بغداد | أطبقت «المقاومة الإسلامية في العراق» على العدوّ الإسرائيلي، بإطلاق مسيّرتين على الجولان السوري المحتل، محقّقة إصابة مباشرة في قوة للعدوّ، الذي اعترف بمقتل اثنين من جنوده وجرح 25 آخرين، ما يشير إلى سقوط مريع لخطط واشنطن الهادفة إلى تحييد الساحة العراقية، وجعلها عازلاً بين إيران وأطراف محور المقاومة على الحدود الفلسطينية. وأكد جيش الاحتلال، في بيان، مقتل اثنين من جنوده في انفجار مسيّرة أطلقت من العراق في اتجاه شمال الجولان، مضيفاً أن 25 جندياً آخرين أصيبوا في الهجوم، منهم اثنان في حالة خطيرة.وزعمت إذاعة جيش العدوّ أن هذه هي «المرة الأولى منذ بداية الحرب التي تنجح فيها عمليات مجموعات شيعية عراقية في إيقاع قتلى وجرحى بين الجنود الإسرائيليين»، علماً أن جيش العدوّ لم يكن حتى وقت قريب يعترف أصلاً بتنفيذ المقاومة العراقية عمليات ضده. وأشارت الإذاعة إلى أن «التحقيق الأولي بيّن أن نظام الدفاع الجوي فشل في رصد المسيّرة»، موضحة أن «مسيّرتين أطلقتا من العراق وتم اعتراض إحداهما، ولكن الأخرى سقطت داخل معسكر للجيش وانفجرت فيه». وقالت إن «الجنود القتلى والجرحى هم من لواء غولاني الذي ينشط ضمن الفرقة 36 التي تشارك في المعارك البرية في جنوب لبنان».
ويضع هذا الهجوم، إسرائيل، وجهاً لوجه أمام العراق، بوصفه طرفاً فاعلاً في العمليات ضده، ويُسقط عملياً مساعي مضنية بذلتها واشنطن طوال أشهر لتحييد الساحة العراقية عن إسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وجعلها منطقة عازلة بين إيران والطوق المباشر المحيط بالعدوّ. وفي هذا السياق، يقول عضو المكتب السياسي لحركة «النجباء» العراقية، فراس الياسر، إن «أميركا تتلاعب بالساحات، وتحاول أن تجعل موازين الأحداث في مصلحتها، لكنها بعدما أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملياتها الأخيرة ضد المحور، فإنها بدأت تخشى استهداف مصالحها في المنطقة، وبالتحديد بعد الضربة الإيرانية الأخيرة التي كشفت جزءاً من قوة الجمهورية الإسلامية من جهة، والخشية من نفاد الصبر الاستراتيجي الذي أعلنته من جهة أخرى». وأشار الياسر، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «هذا يدعو الولايات المتحدة إلى أخذ الاحتياطات ونشر قواتها على الحدود العراقية – السورية، خشية انتقال مقاتلين ومجاهدين إلى سوريا ولبنان، ومخافة تنفيذ المقاومة هجمات برية ضد الوجود الأميركي في تلك المنطقة». وأكد الياسر أن «تهديداً وصل إلى أميركا بأن المقاومة العراقية، في حال جعل العراق ساحة لاستهداف إيران، ستردّ على مصالح الولايات المتحدة».
أميركا تخشى استهداف مصالحها في المنطقة بعد الضربة الإيرانية الأخيرة
وبدا أن الحكومة العراقية نفسها التي سعت إلى تحييد الساحة العراقية، على قاعدة التوصل إلى تهدئة على الجبهات الأخرى، ولا سيما غزة، اقتنعت أخيراً بعدم جدوى ذلك، في ظل الجنون الإسرائيلي والدعم الغربي للعدو. وقال الناطق باسم الحكومة، باسم العوادي، في تصريح، إن بلاده ستواصل «بذل كل ما هو ممكن ومتاح من أجل إغاثة الأشقاء في فلسطين ولبنان وإسناد صمودهم البطولي». وقال إن «موقف المجتمع الدولي الصامت العاجز، إنما يغذّي فعلياً الاعتداءات الإسرائيلية، ولا سيما بعدما تجاوز العدوان الإسرائيلي غزة لينال من شعب لبنان الشقيق». وأشار إلى أن «الحكومة العراقية تؤكد إسنادها كل فعل أو جهد ديبلوماسي يوقف هذا العدوان، ويضع حدّاً لسلوك المحتل واستهتاره بالقيم والمبادئ التي توافقت عليها البشرية».