السيسي في زيارة تاريخية لإريتريا.. تساؤلات عن دلالة التوقيت ومن المستهدف؟ ماذا وراء هجوم “حميدتي” غير المسبوق على مصر ووصفه طيرانها ب” الغادر”.. ماذا يحدث؟ مَن مع مَن ومَن ضد مَن؟ السؤال اللغز: ما موقف الإمارات؟ وهل كانت دعوة “قرقاش” لاستعادة الدولة الوطنية رسالة؟
في الوقت الذي يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لافتة اليوم الخميس، إلى العاصمة الإريترية أسمرة، هاجم حميدتي رئيس قوات الدعم السريع المدعوم إماراتيا مصر بضراوة.
حميدتي وجه تحية لمن سماهم “أبطال معركة جبل موية الأوفياء الأسود الذين استشهدوا غدرا وضربوا غدرا من دولة مصر من الطيران المصري الغادر”.
وتوعد مصر في كلمته، قائلا: “ولكن سكتنا كتير جدا، قلنا للناس دي يصحوا ويتراجعوا لكن للأسف الشديد هم متمادين والآن هم خشوا في المعركة”.
مراقبون علقوا على حديث حميدتي بالقول إن خطابه يؤكد أن هناك جولة أخرى من الحرب بدأت الآن ولا يمكن التنبؤ بمآلاتها شكلا ومضمونا، لكنها بكل ستكون الأشرس والأكثر دموية.
من جهتها نفت الخارجية المصرية المزاعم التي جاءت على لسان حميدتي “دقلو” قائد ميليشيا الدعم السريع بشأن اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة بالسودان الشقيق.
جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية أكدت فيه أن تلك المزاعم تأتي فى خضم تحركات مصرية حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب الجارية بالسودان الشقيق.
ودعت مصر المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميلشيا الدعم السريع.
واختتم البيان مؤكدا حرص مصر على أمن واستقرار ووحدة السودان الشقيق أرضاً وشعباً، وتشدد على أنها لن تألو جهداً لتوفير كل سبل الدعم للأشقاء في السودان لمواجهة الأضرار الجسيمة الناتجة عن تلك الحرب الغاشمة.
ماذا يحدث في القرن الأفريقي؟
التطورات المتلاحقة في القرن الأفريقي التي بلغت ذروتها بهجوم حميدتي غير المسبوق على مصر تدعو للتساؤل: ماذا يحدث في القرن الأفريقي؟
السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال إن ما يتردد عن قصف طائراتنا لعصابات حميدتي في السودان ، ودعم الجيش السوداني، وكذا تحركات مصر الأخيرة في الصومال وإريتريا، وآخرها زيارة الرئيس السيسي لعاصمتها اليوم خطوات تصحيحية هامة في الاتجاه الصحيح.
وتوقع السفير مرسي أن تتواصل في إطار استراتيجية تحرك كاملة شاملة، وليس مجرد خطوات تكتيكية محدودة الأثر والتوقيت والهدف.
وعما إن كانت مصر جادة فعلا فيما فعلته؟ قال السفير مرسي: “عندما تضيق مساحة الاختيار، تصبح بعض القرارات الحساسة وجوبية”.
من جهته قال الإعلامي مصطفى بكري إن اتهامات قائد ميلشيا الدعم السريع لمصر، هي دليل علي حالة الإفلاس التي تعيشها الميلشيا التي ارتكبت جرائم كبرى في حق أهلنا في السودان ، واستعانت بالمرتزقة من خارج البلاد، والهدف هو تفتيت السودان.
وأضاف بكري أن بيان الخارجية المصرية جاء ليدعو المجتمع الدولي للوقوف علي حقيقة ادعاءات حميدتي، لافتا إلى أن مصر نأت بنفسها عن التورط في الحرب الدائرة في السودان ، ودعت كافة الأطراف المعنية بالحفاظ علي أمن ووحدة بلادهم، ولكن يبدو أن انتصارات الجيش السوداني ونجاحه في تحرير غالبية مناطق الخرطوم أصابت حميدتي بالصدمة، فراح يلقي بالمسئولية علي مصر.
في ذات السياق قال محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق إن الدفاع عن أمن مصر القومي على حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية، واجب على كل مصري وعربي، مؤكدا أن مصر هي خط الدفاع الأول والأوحد حاليا عن المنطقة العربية.
واختتم مؤكدا أن مشاركة أى أطراف عربية في هذه المؤامرات يمثل اعتداء على مصر وعلى المنطقة العربية.
السؤال الذي فرض نفسه واعتبره البعض لغزا: ماذا عن الأموال التي تأتي من الامارات؟ وهل من تفسير للوقوف ضدها في السودان وانتظار تمويلها لمصر شراء/ معونات؟
تغريدة قرقاش
الإجابة على التساؤل عن موقف الإمارات ربما كانت في منشور لأنور قرقاش الوزير الإماراتي السابق أكد فيه أنه في ظل الحروب والأزمات التي تهدد الأمن العربي والإقليمي، لا خيار أمامنا إلا باستعادة مفهوم الدولة الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها.
قرقاش قالها صراحة ودون مواربة: “زمن المليشيات بأبعاده الطائفية والإقليمية كلف العرب كثيراً وأثقل كاهل المنطقة”.
واختتم مؤكدا أن المستقبل للأمن والسلام والازدهار بمشروع عربي مستقل ومتصالح مع محيطه.
محمود القيعي