أميركا لا تفارق الخداع: إطعام غزة أوْلى من وقف الإبادة
غزة | تتشارك الإدارة الأميركية وجيش العدو الإسرائيلي صناعة التغطية والتعمية على العملية الكبرى في شمال قطاع غزة، والتي أخذت ملامحها وأهدافها تتضح يوماً بعد آخر، إذ حرفت تصريحات المسؤولين الأميركيين عن وجوب أن يسارع العدو إلى إدخال المساعدات إلى شمال القطاع، الأنظار عن عمليات تدمير الحيّز العمراني المتبقّي، وصولاً إلى إعدام أي فرصة لاستعادة الحياة في أكثر مناطق شمال وادي غزة اكتظاظاً بالسكان.
ويركّز الأميركيون في تصريحاتهم على الهوامش التي بوسع جيش الاحتلال التحرّك فيها من دون أن تعطّل عمليات التخريب المستمرة منذ نحو أسبوعين، وهي المسارعة إلى إدخال المساعدات إلى الشمال، فيما بيت القصيد الذي يمسّ بمستقبل حياة السكان هو عملية نسف المنازل وتدمير البنى التحتية المستمرة.
وزعم جيش العدو، أمس، أنه سمح بإدخال 50 شاحنة من المساعدات إلى شمال القطاع. والواقع أن ما دخل فعلياً هو 14 شاحنة فقط، 10 منها دقيق مخصّص لبرنامج الأغذية العالمي، و3 ضمّت طرود موادّ تنظيف وأدوات صحية، فيما واحدة شملت طروداً غذائية. كما أن تلك الشاحنات جميعها أخذت طريقها إلى مدينة غزة، وليس محافظة الشمال المحاصرة. وبالتالي، فإن ما يحدث هو أن الولايات المتحدة تمارس خديعة أولويات؛ ذلك أن الطعام مهم، لكن الأكثر أهمية هو وقف المحرقة التي تجاوز عدد الشهداء فيها الـ400 في غضون 12 يوماً، في وقت تقلّصت فيه المباني الصالحة للسكن بشكل واسع.
سلوك العدو لا يشير إلى أي أهداف عسكرية، بل إلى استكمال التدمير
وعن أهداف العملية المستمرة التي يزعم العدو أنها عسكرية بحت، أكد مصدر في المقاومة الفلسطينية، في تصريحات صحافية، أن سلوك العدو لا يشير إلى أي أهداف عسكرية، وأن العملية تهدف بوضوح إلى استكمال تدمير منازل السكان لتهجيرهم. وقال المصدر إن «الاحتلال يتوغّل ليلاً في مخيم جباليا، ويزرع براميل متفجّرة بين المنازل، ويدمّر أحياء بكاملها على رؤوس سكّانها الصامدين، فيما يتفادى الاشتباك المباشر مع المقاومين نهاراً، ويتمركز في مناطق محصّنة بالسواتر الترابية».
أما ميدانياً، فواصلت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عملياتها؛ إذ تمكّنت كل من «كتائب القسام» و»سرايا القدس»، أمس، من تنفيذ كمين محكم، قالتا إنهما أوقعتا فيه قوة عسكرية قوامها جرافة ودبابتان، بالعبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع في حي القصاصيب. كما أبلغ «الإعلام العسكري» التابع لـ»القسام» عن تمكّن المقاومين من تفجير مبنى مفخّخ مسبقاً بقوة صهيونية راجلة في حي جباليا البلد. وأفادت الكتائب أيضاً بأنه فور تقدّم قوة النجدة إلى المكان، فجّر المقاومون بها عبوة مضادة للأفراد، ما تسبّب بإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. كذلك، أعلنت تمكّن مقاوميها من استهداف قوات العدو المتمركزة بالقرب من الحاووز التركي في حي العامودي غرب مخيم جباليا بقذائف الهاون، وأضافت أنه تمّ استهداف تحشدات العدو في منطقة منتجع النورس في بيت لاهيا بقذائف الهاون. وفي مدينة رفح، تحدّثت «القسام» عن تفجير جرافة «دي ناين» شرق المدينة بقذيفة «الياسين 105».
وأعلنت «كتائب المجاهدين»، من جهتها، تفجير دبابة «ميركافا» بقذيفة مضادة للدروع في حي القصاصيب. كذلك، أشارت «قوات العاصفة» إلى تمكّن مقاوميها من تفجير دبابة أخرى بقذيفة مضادة للدروع.
يوسف فارس