العراق يترقّب الحكم الجديد: جاهزون لصدّ «المخاطر»
بغداد | أكّد مصدر في الفصائل المسلحة العراقية أن «تنسيقية المقاومة» تدرس الوضع في سوريا بعد سقوط النظام، من أجل الخروج بموقف موحّد حيال الفترة المقبلة، مشيراً، في تصريحات إلى «الأخبار»، إلى أن «قوات المعارضة التي تنوي تشكيل حكومة جديدة في دمشق، مصنّفة إرهابية في العراق، فضلاً عن مشاركتها مع تنظيم «داعش» في اجتياح العراق عام 2014، وهذا قد يضع أمن المنطقة بأسرها على المحك». وأضاف المصدر أن «غالبية المؤشرات تفيد بتراجع الأمن في ظل وجود مجموعات كهذه مدعومة من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة أو من تركيا»، مؤكداً أن «محور المقاومة جاهز لأي طارئ ولأي خطر قد يصيب العراق».
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، إن «الحكومة تتابع مُجريات تطوّر الأوضاع في سوريا، وتواصل الاتصالات الدولية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل دفع الجهود نحو الاستقرار، وحفظ الأمن والنظام العام والأرواح وممتلكات الشعب السوري الشقيق». وأضاف العوادي، في بيان رسمي، أن «العراق يؤكد ضرورة احترام الإرادة الحرّة لجميع السوريين»، ويشدّد على أن «أمن سوريا ووحدة أراضيها، وصيانة استقلالها، أمر بالغ الأهمية، ليس للعراق فقط إنما لصلته بأمن واستقرار المنطقة».
كما شدّد على «أهمية عدم التدخّل في الشأن الداخلي السوري، أو دعم جهة لصالح أخرى، فالتدخّل لن يدفع بالأوضاع في سوريا سوى إلى المزيد من الصراع والتفرقة، وسيكون المتضرّر الأول هو الشعب السوري الذي دفع الكثير من الأثمان الباهظة، وهذا ما لا يقبل به العراق لبلد شقيق ومُستقلّ وذي سيادة، ويرتبط بشعبنا العراقي بروابط الأخوّة والتاريخ والدّم والدين».
وتباينت المواقف السياسية والشعبية تجاه النظام السوري؛ إذ أعلن زعيم «التيار الوطني الشيعي»، مقتدى الصدر، أنه «بعد سقوط حكم دام أكثر من 50 عاماً على يد الشعب بكل طوائفه، فإننا اليوم نترقب حواراً وطنياً شاملاً لتشكيل حكومة ديمقراطية تجمع كل طوائف الشعب بلا تشدّد أو حكم العسكر أو إقصاء، لتعيش الجارة سوريا بأمن وأمان بعيدة عن كل إرهاب داعشي أو ديكتاتورية بغيضة أو تدخّل خارجي أميركي أو إسرائيلي أو غيره». وهنّأ رئيس حزب «السيادة»، خميس الخنجر، بدوره، الشعب السوري بسقوط نظام بشار الأسد، معتبراً، في بيان، الحدث «نهاية حقبة الحكم الديكتاتوري المجرم في سوريا، وبداية عهد جديد». ومن جهته، دعا زعيم «ائتلاف النصر»، حيدر العبادي، إلى «استثمار المشتركات الهائلة بين الشعبين العراقي والسوري في السلام والبناء، والعمل على إنهاء الصراعات والحروب». وكتب في منشور له على منصة «إكس»: «يوم جديد في سوريا، نأمل أن يكون يوم وحدة وحرية وعدالة وسلام لشعبها»، لافتاً إلى «أنني قلت سابقاً، وأعيد اليوم: كما لا يمكن للاستبداد أن يستمر، فلا يمكن للإرهاب أو الفوضى أو الاحتراب أن ينجح».
دعا الصدر السوريين إلى حوار وطني شامل لتشكيل حكومة ديمقراطية تجمع كل الطوائف
وفي المقابل، حذّر رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، من تداعيات خطيرة جراء الأحداث في سوريا، ودخول إسرائيل القنيطرة جنوبي البلاد باستغلال إسقاط نظام الأسد. واعتبر، في منشور له على منصة «إكس»، أنه «بعد النصر اللبناني، حقّق الهجوم المضاد في سوريا أول نجاحاته، وسيحقّق نجاحات موجعة أخرى»، مشيراً إلى أن «الإسرائيليين سارعوا إلى دخول القنيطرة، وستحصل تداعيات خطيرة»، ومستدركاً بالقول إن «للهجوم نهاية وعلى الباغي تدور الدوائر».
من جهته، رأى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، أن «موقف العراق من الأحداث في سوريا جيد جداً، فضلاً عن تواجد أجهزتنا الأمنية وقوات حرس الحدود على الشريط الحدودي مع سوريا، والذي يمتد 640 كيلومتراً جميعها تحت السيطرة». وأضاف، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «سياسة العراق إزاء الأحداث السورية هي النأي بالنفس وعدم التدخّل تماماً، بسبب عدم وجود حكومة سورية ووجود مسلحين وإرهابيين. وعليه لن تتعامل الحكومة العراقية مع مسلحين إلى حين أن تتشكّل حكومة رسمية».
أما النائب عن «الإطار التنسيقي»، معين الكاظمي، فيؤكد أن «الشعب العراقي بشكل عام مع حرية الشعب السوري ومع سلامته، بشرط أن تكون العلاقة وطيدة بين الشعبين، وألا تكون الأحداث التي جرت هناك مصدر خطر على الأمن القومي الداخلي العراقي». ويشير، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «موقف الحكومة العراقية من الأحداث واضح منذ بدايتها، وهي تنتظر الأيام المقبلة وما ستشهده من تطوّرات قد تؤّثر على جميع دول المنطقة بما فيها العراق، الذي يشدّد على الحياد وتجنّب الصراع ويؤكد على الحوار والابتعاد عن الحروب والدماء».
فقار فاضل