أخبار عربية ودولية

العدو يستنسخ مجازره: مراكز الإيواء أهدافاً مفضّلة

غزة | لا شيء يردع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إعادة إنتاج المجازر نفسها التي كرّرها مئات المرات منذ بداية الحرب. وكان الهجوم الدموي على مركز إيواء مدرسة «خليل عويضة» في حي عزبة بيت حانون في المناطق المحاصرة شمال القطاع، آخر أحداث ليلة حمراء، عاشها الأهالي في مناطق شمال وادي غزة كافة، حيث قصفت الطائرات الحربية ثلاث شقق سكنية في أحياء الشيخ رضوان وأبو إسكندر والزيتون، ما أدى إلى استشهاد 13 مواطناً، معظمهم من النساء والأطفال وهم نيام. أما من نجا من الموت، فقد وصل إلى المستشفى وقد بُترت أحد أطرافه.

أكثر من 40 شهيداً في هجوم على مركز إيواء في بيت حانون



وهاجم جيش الاحتلال، مركز «خليل عويضة»، الذي كان يؤوي نحو 2000 نازح من الذين رفضوا التهجير القسري، وآثروا البقاء في محيط منازلهم، رغم صعوبة الأوضاع الميدانية وقسوتها، تحت غطاء ناري شديد الكثافة. وقال شهود عيان إن العشرات من الدبابات والجرافات وطائرات «كوادكابتر» هاجمت في وقت متزامن المدرسة، وشرعت في إطلاق رصاص كثيف وقنابل حارقة على النازحين وهم في داخلها، ما اضطرهم إلى الهروب في حلكة الليل، تاركين خلفهم من استشهدوا من أطفالهم وذويهم. ومن ثمّ وجّهتهم طائرات «كوادكابتر» تحمل مكبّرات صوت للنزوح عبر طريق صلاح الدين إلى مدينة غزة. وعلى حاجز الإدارة المدنية، اعتقل جيش العدو الرجال كافة وأخضعهم لتحقيق قاسٍ، قبل أن يخلي سراح بعضهم.
وكشفت الساعات الأولى من صباح أمس، عن هول الكارثة؛ ووفقاً لمشاهد اطّلعت عليها «الأخبار» صوّرها من تبقّوا من أهالي بيت حانون، فقد قتل جيش العدو أكثر من 40 نازحاً في داخل المدرسة ومحيطها. وتشير المقاطع إلى تفحّم جثامين نحو 5 شهداء بشكل كلي، إذ لم يتبقَّ من جثامين الضحايا سوى بقايا عظام الساق والجماجم. أما في محيط المدرسة فقد أظهرت المشاهد العشرات من الجثامين الملقاة في الشوارع، علماً أن أكثر من قضوا، قُتلوا قنصاً بالرصاص وهم من الأطفال والنساء. وحملت ساعات نهار أمس، زخماً نارياً كبيراً، حيث قصف جيش العدو تجمّعات للمواطنين في أحياء التفاح والشيخ رضوان والزيتون. كذلك، استهدف نقطة تابعة لجهاز الدفاع المدني في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما تسبّب باستشهاد الصحافي محمد اللوح.
في المقابل، نشر «الإعلام العسكري» التابع لـ»كتائب القسام» مشاهد مصوّرة للكمين المحكم الذي تسبّب في مقتل ثلاثة جنود وإصابة 18 آخرين في مطلع الشهر الجاري، إثر استهداف شاحنة تقل جنوداً في حي الفالوجا غرب مخيم جباليا. وظهر مقاتلو «القسام» بالزي العسكري تتوسّطهم خريطة ميدانية، وفي مقابلهم لوحة وشاشة تلفزيون تعرض مشاهد تبثّها كاميرات مراقبة من منطقة الكمين. ثم استعرض عناصر «القسام» مشاهد جوية للمنطقة التي تم فيها استهداف القوة، قبل أن يظهر ستة مقاومين يخرجون من وسط الركام ويطلقون قذيفة مضادة للدروع في اتجاه العشرات من الجنود، ثم يستهدفون الجنود بالرشاشات الخفيفة والمتوسطة. وأظهرت المشاهد أكواماً من الجنود الذين لا يحركون ساكناً، ثم خُتم المقطع بمشاهد لقوات الاحتلال وهي تسحب الجرافات والدبابات المستهدفة.
وفي السياق نفسه، أعلنت «كتائب القسام» عن استهداف جندي في مناطق التوغّل شمال القطاع، فيما أكدت «سرايا القدس» تمكّن مقاوميها من قنص جندي جنوب مدينة غزة، وقالت في بيانات منفصلة إن مقاوميها العائدين من خطوط القتال أبلغوا عن تفجير ثلاث عبوات ناسفة مزروعة مسبقاً بآليات العدو، خلال تقدّمها قبل أيام في شارع عبيد ومحيط مدرسة تونس قرب مسجد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي جنوب حي الشجاعية. كذلك، أعلنت السرايا تمكّن مقاوميها من تفجير آلية عسكرية بعبوة برميلية من نوع «ثاقب» في محيط منطقة أبراج الندى في عزبة بيت حانون شمال القطاع، وتحدّثت أيضاً عن تنفيذ استحكام مدفعي بقذائف الهاون ضد تجمعات جنود الاحتلال وآلياته في محيط الترخيص الجديد داخل حي الجنينة شرق مدينة رفح.

يوسف فارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *