أخبار عربية ودولية

«فيلم الرعب» الغزّي لا ينقطع: 50 شهيداً يومياً متوسّط القتل

غزة | تشير المشاهد التي يصوّرها الأهالي، وتلك التي ينشرها جيش الاحتلال، من مخيم جباليا وشمال قطاع غزة، إلى دمار شامل، كما لو أن المنطقة قُصفت بقنبلة نووية، إذ تحوّلت أكثر مخيمات القطاع وأحيائه اكتظاظاً بالسكان، إلى أكوام من الركام، لا تكاد ترى فيها منزلاً واحداً قائماً على أعمدته، بينما تنتشر جثامين الشهداء التي تنهشها الكلاب في الشوارع. ومن وسط مدينة غزة حيث يمكن للأهالي النازحين في الخيام النظر إلى أقصى شمال القطاع، تتكرر المشاهد نفسها منذ أسابيع طويلة: غارات عنيفة تطلق أقماعاً من الرماد، وسحابة سوداء كبيرة لا تفارق الأجواء.
ووسط ذلك كله، تتواصل جريمة الإبادة بحق كل مَن يتحرك؛ إذ ارتكب جيش الاحتلال، أمس، أربع مجازر جماعية راح ضحيتها أكثر من 40 مواطناً. وقصفت طائرات العدو الحربية منزلاً لعائلة الداعور في مشروع بيت لاهيا كان يسكنه نازحون من عائلة الملفوح، ومنزلاً آخر لعائلة عودة. وتسبّبت الغارتان في استشهاد 20 مواطناً، بعضهم استغاث ساعات من دون أن يستطيع أن ينقذهم أحد، وحين وصل إليهم الجيران مع شروق الشمس كانوا قد فارقوا الحياة، قبل أن تغير الطائرات المُسيّرة مجدداً على الجيران الذين حاولوا انتشال جثامين الشهداء. كذلك، قصفت الطائرات الحربية منزلاً لعائلة القريناوي في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرة نازحين من عائلة واحدة، وحين وصلت إليهم طواقم الدفاع المدني، وجدت النيران تشتعل في أجسادهم. ومع ساعات المساء، شنّت الطائرات الحربية غارة على منزل يعود إلى عائلة بطاح في مقابل البوابة الغربية لمستشفى «كمال عدوان». وكان المشهد كما رواه الصحافي إسلام أحمد كالتالي: «قُصف المنزل الملاصق للمستشفى، فوصل المصابون جرياً على الأقدام والنيران تشتعل في أجسادهم، ووجوههم تأكلها النيران وجلودهم تتفحّم، فيما يحاول الأطباء والممرضون إطفاء النيران لكي يستطيعوا تقديم الخدمة الطبية للجرحى». وتسبّب هذا القصف في ارتقاء ثمانية شهداء وإصابة سبعة آخرين بحروق من الدرجة الثالثة البالغة الخطورة.
هكذا، تشبه الأحداث التي تتكرّر بشكل اعتيادي في قطاع غزة فيلم رعب، يقتل فيه جيش الاحتلال يومياً ما متوسطه 50 فلسطينياً. وفيما تمارس حكومة العدو المزيد من المماطلة في إبرام صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لا يجد من يُقتلون يومياً سوى الصراخ: «الوقت من دم».

يوسف فارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *