7 سياسات صهيونية لتهويد المسجد الأقصى
منذ أن احتل الكيان الصهيوني القدس عام 1967، تصاعدت محاولاته للهيمنة على المسجد الأقصى، أولى القبلتين، في محاولة لطمس هويته الإسلامية وتحويله إلى رمز للسيادة الدينية اليهودية.
ولعل ما يزيد من خطورة هذه السياسات هو أنها لا تنفصل عن خلفية عقدية صهيونية تستند إلى روايات توراتية مزعومة، تُوظفها لفرض وقائع على الأرض تمهّد لبناء ما يسمى “الهيكل الثالث” على أنقاض المسجد الأقصى.
وقد ربط القرآن الكريم بين المسجد الأقصى والإسراء، في قوله تعالى:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) (الإسراء:1)،
وهو تأكيد قرآني على قدسية هذا المكان وارتباطه العميق بعقيدة المسلمين وتاريخهم الروحي.
وفي هذا السياق، نرصد أبرز سبع سياسات صهيونية ممنهجة تُستخدم لتهويد المسجد الأقصى، والنيل من حضوره الديني والحضاري، ضمن مشروع استيطاني أشمل يستهدف القدس ومقدساتها.
1- الهيمنة الكاملة على القدس:
تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض سيطرتها الشاملة على الشطر الشرقي من القدس، لاسيما البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، تحت مزاعم دينية وتاريخية تتعلق بـ”أرض الميعاد” و”الهيكل الثالث” المزعوم. وتشمل هذه السياسة تكثيف وجود الجيش والشرطة الإسرائيلية في المنطقة، وتعزيز البنية التحتية الاستيطانية، وتغيير الطابع العمراني والتاريخي للمدينة القديمة.
2- إحلال السيادة الدينية اليهودية على المسجد الأقصى:
تعمل جماعات “الهيكل” بدعم من المؤسسة الرسمية الإسرائيلية على تكريس الوجود اليهودي في المسجد الأقصى عبر سلسلة من الإجراءات، أبرزها: تنظيم اقتحامات يومية لباحات المسجد، والدعوة العلنية لأداء الطقوس الدينية داخله، والدفع باتجاه ترسيخ تقسيمه زمانياً (تحديد أوقات لليهود وأخرى للمسلمين) ومكانياً (تخصيص أجزاء منه لليهود)، في تكرار لنموذج تقسيم المسجد الإبراهيمي في الخليل.
3- الدفع باتجاه بناء “الهيكل الثالث”:
يُعتبر مشروع إعادة بناء “الهيكل” على أنقاض المسجد الأقصى هدفًا محوريًا في العقيدة الصهيونية الدينية. وتروج جماعات يهودية متطرفة لفكرة أن بناء الهيكل ضرورة دينية تُمهّد لما يسمونه “الخلاص الموعود” أو “ظهور المسيح”. وقد تم تأسيس مؤسسات مخصصة لجمع التبرعات، وتحضير أدوات العبادة والقرابين، بل وإنشاء نماذج افتراضية للهيكل كخطوة تمهيدية لإقامة المشروع ميدانيًا.
4- تهويد المدينة وتغيير طابعها الديموغرافي:
يمضي الاحتلال الصهيوني في سياسة تهويد ممنهجة تستهدف تقليص الوجود الفلسطيني في القدس، وذلك من خلال توسيع المستوطنات، وسحب الهويات المقدسية، وفرض قيود صارمة على البناء والترميم والرخص، مقابل منح امتيازات واسعة للمستوطنين. كما تشمل هذه السياسة مشاريع تهجير قسري لسكان الأحياء العربية مثل سلوان والشيخ جراح، في إطار محاولة تطويق الأقصى بجدار ديموغرافي يهودي.
5- فرض الرواية اليهودية على المدينة:
تحاول سلطات الاحتلال فرض رواية توراتية أحادية حول القدس، تطغى على الرواية الإسلامية والعربية. ويتم ذلك عبر السيطرة على المناهج التعليمية، وتوجيه الخطاب الإعلامي، وتوظيف قطاع السياحة لخدمة هذه الرواية. كما يجري التلاعب بالمواقع الأثرية وتحريفها لخدمة ادعاءات “الهيكل”، في إنكار متعمد لوجود القدس الإسلامي العريق.
6. إبعاد واعتقال المرابطين والمرابطات:
لضمان خلوّ المسجد من الحضور الشعبي الإسلامي الفاعل، تعمل السلطات على إبعاد أبرز المدافعين عنه، واعتقال الشخصيات الدينية والوطنية. وتشمل هذه السياسة استهداف النساء المرابطات، وأئمة وخطباء المسجد، ومنعهم من دخول الأقصى لفترات طويلة، بما يهدف إلى تفريغه من حراسه الحقيقيين، وتسهيل الانقضاض عليه دون مقاومة جماهيرية.
7- التضييق على الأوقاف الإسلامية:
تعاني دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية من تدخلات صهيونية متزايدة في عملها، حيث يُمنع موظفوها من القيام بأعمال الترميم أو الصيانة داخل المسجد دون تصاريح إسرائيلية، وغالبًا ما تُقابل هذه التصاريح بالرفض أو التسويف.
كما يحاول الاحتلال تقليص صلاحيات الأوقاف، وسحب دورها القانوني والتاريخي كجهة مسؤولة عن إدارة شؤون المسجد.
المجتمع