بين التهويل و الطمأنينة … ماكرون الى “جنوب الليطاني” في الميلاد
يقرأ عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيمون أبي رميا، في الدور الفرنسي الناشط على خطّ الإستحقاق الرئاسي كما الوضع الأمني الجنوبي، من زاوية الصداقة التاريخية بين فرنسا ولبنان، مشدداً على متانة العلاقات بين البلدين وبأن الأولوية الفرنسية هي مصلحة لبنان.
وعليه، يرفض النائب أبي رميا في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، كل ما تردد أخيراً عن أن فرنسا قد نقلت رسائل تهديد إسرائيلية إلى بيروت، ويكشف أنه “بنتيجة التواصل الفرنسي الأمني والديبلوماسي مع الجانب الإسرائيلي، تولّد لدى الإدارة الفرنسية، الإحساس والشعور بأن هناك توجهاً إسرائيلياً، للضغط على لبنان، من أجل أن تكون منطقة جنوب الليطاني، منزوعة السلاح وخالية من أي وجود لحزب الله”.
ويشدد أبي رميا، على أن الفرنسيين، قد “نقلوا لنا الجو الذي لمسوه وعرضوا محاذير انجرار لبنان إلى حربٍ مع إسرائيل، خصوصاً وأنهم سمعوا بأن إسرائيل لن تتهاون مع لبنان”.
من هنا، يتحدث أبي رميا، عن قراءات مختلفة من قبل الأطراف السياسية اللبنانية، للكلام الفرنسي الذي اعتبر البعض أنه يندرج في “إطار التهويل على لبنان وطمأنة أسرائيل”، فيما ترجمه البعض الآخر من “باب الصداقة الفرنسية التاريخية مع لبنان والإهتمام الفرنسي الدائم بالمصلحة اللبنانية”.
أمّا لجهة المتابعة الفرنسية للملف الرئاسي، فإن أبي رميا، يعرب عن أسفه لكون هذا الملف مجمداً في الوقت الراهن، ويكشف أن باريس لا تبحث به كما أن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لم تتطرق إلى الإستحقاق الرئاسي، بل إلى الوضع الجنوبي وإلى ملف التمديد لقائد الجيش.
ويؤكد أبي رميا بأن هذا الإستحقاق هو مسؤولية لبنانية بالدرجة الاولى، قبل أن يكون مسؤولية دولية، ما يستوجب من النواب التوجه إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس الجمهورية وذلك من أجل إبقاء هذا الإستحقاق سيادياً مئة بالمئة.
وعن المشهد الجنوبي، خصوصاً في ضوء التصعيد الأخير وانضمام تنظيمات فلسطينية إلى تنفيذ عمليات من الجنوب باتجاه إسرائيل، رغم الإعلان من حركة “حماس” عن أن تطويع المقاتلين محصور بالمخيمات وغير عسكري، يرى النائب أبي رميا، أن “ما من شك بأن ما يحصل خطير جداً ويعطي الإنطباع بوجود فلتان من قبل جهات وتنظيمات غير لبنانية، إلاّ أن الجيش قادر على السيطرة على الوضع وعلى المراقبة الدؤوبة لكل ما يحصل في الساحة الجنوبية، رغم أنه قد يحصل أحياناً، تفلّت من هذه الرقابة، ولكن بشكل عام فإن الموضوع تحت السيطرة”.
وبالتالي، فإن المواقف اللبنانية التي صدرت بعد إعلان “حماس”، جدية وحاسمة، يؤكد أبي رميا، الذي يشدد على أنه “لا يمكن بعد اليوم أن يسمح اللبنانيون بأن تصبح أرضهم ساحةً لمقاتلين أجانب ينفذون أجندة خاصة حتى ولو كانت ضد العدو الإسرائيلي، لأن هذا اعتداء على السيادة للبنانية من جهة، ويسيء إلى المصلحة اللبنانية من جهة أخرى”.
وحول ما تردد أخيراً عن زيارة قريبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت وتحديداً إلى الجنوب ومنطقة القرار 1701 في جنوب نهر الليطاني، يشير أبي رميا إلى أن الرئيس ماكرون يمضي عادةً ليلة الميلاد، مع الجنود الفرنسيين المنتشرين في دول حول العالم ضمن إطار قوات حفظ السلام، ومن الإقتراحات المحتملة والموضوعة على طاولة ماكرون، إقتراح تمضية ليلة الميلاد مع الجنود الفرنسيين العاملين في قوات الطوارىء أو اليونيفيل في جنوب لبنان، وذلك لاعتبارات عدة تتصل بالوضع الحالي وبالحرب في غزة.
إلاّ أن أبي رميا، يوضح بأن هذه الزيارة واردة، ولكن لم تتبلّغ الديبلوماسية اللبنانية، بأي قرار في هذا الشأن، بانتظار أن يعلن ماكرون عن وجهته في ليلة عيد الميلاد.
“ليبانون ديبايت”