أخبار عربية ودوليةأخبار لبنانية

سباق التسوية و الحرب جنوبا

بالتزامن مع استمرار التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله” في الجنوب، الذي بقي مضبوطاً بشكل كبير، باستثناء ثلاث غارات شنّتها إسرائيل على إحدى التلال في منطقة جزين، تناقلت بعض وسائل الإعلام معلومات عن إمكانية حصول اتفاق بين إسرائيل من جهة، والدولة اللبنانية من جهة أخرى، يتناول تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وانسحاب “حزب الله” من المنطقة مقابل انتشار قوات فرنسية مع الجيش اللبناني في الجنوب، وقوات أميركية مع الجيش الإسرائيلي في الجانب المقابل لجهة إسرائيل. في هذا المجال، تقول مصادر ديبلوماسية مراقبة، أن ما يجري الحديث عنه هو مشروع اتفاق أكثر منه اتفاق، يجري العمل عليه بين الفرنسيين والأميركيين وبعض الدول المعنية الأخرى، بهدف إيجاد صيغة لوضع “حزب الله” في لبنان.

وطرحت المصادر نفسها، أسئلة عدة حول إمكانية قبول “حزب الله” بالإنسحاب من الجنوب إلى شمال الليطاني، والدور الذي يمكن أن يقوم به، إذا كانت قوات فرنسية ستنتشر في المنطقة اللبنانية مقابل قوات أميركية في شمال إسرائيل؟. لكن الأساس في هذا المجال، يبقى الإطار أو التسوية الكبرى في المنطقة، التي لن تتحدّد معالمها قبل توقف الحرب في غزة وتحديد الطرف المنتصر فيها.

هنا، تقول المصادر، إن المساعي حثيثة بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة للتوصل إلى صيغة لتسوية نهائية تشمل جنوب لبنان، بعد الإنتهاء من الحرب في غزة، حيث أن التركيز في المرحلة الأولى سيكون لإدارة القطاع، حيث أن إسرائيل تسعى لاحتواء حركة “حماس” وإضعاف الجناح العسكري فيها، ومعالجة أوضاع بعض القادة، سواء بمغادرتهم غزة، أو باغتيالهم أو احتجازهم.

والجواب على كل ما هو مطروح، سيكون من خلال نتائج مؤتمر باريس الذي سيجمع أكثر من 20 دولة، ويهدف إلى مكافحة الإرهاب الذي وُصِفت “حماس” به على غرار ما حصل مع تنظيم “داعش”، وبالتالي، تعتبر المصادر أن الصورة التي رُسمت حول التسوية بين “حزب الله” وإسرائيل بوساطة فرنسية أو غير فرنسية، قد لا تكون واقعية، على الأقل في الوقت الحالي، إلاّ في حال وصل إلى لبنان في المرحلة المقبلة، الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، الذي يقوم بدورٍ ثابت في ملف تثبيت الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية. بالإضافة إلى أنه من الصعب جداً بالنسبة للبنان التوصل إلى مثل هذه التسوية، إن لم تكن جزءاً من تسوية شاملة لموضوع النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

هل لبنان أمام مصير يُرسم له قد يُنفّذ في الأيام المقبلة؟

لا تُقلِّل المصادر نفسها، ورداً على هذا السؤال، من قتامة المشهد، من دون أن تنكر أن لبنان معرّض لخطر حرب في الأشهر المقبلة، إن لم يحصل مثل هذا الإتفاق أو تسوية إقليمية مع واشنطن، علماً أن المشهد باقٍ على ما هو عليه على الجبهة الجنوبية، إلى أن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فالخيط الأبيض هو التسوية والخيط الأسود هو المراوحة بموضوع النزاع بين الحدود اللبنانية من جهة، والنزاع أيضاً في منطقة غزة إن لم تنتهِ الحرب خلال شهر أو شهر ونصف في حدٍّ أقصى.

“ليبانون ديبايت”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *