أخبار عربية ودوليةأخبار لبنانية

المقاومة تطارد جنود العدوّ وتدمّر بنى تحتية في المستعمرات

«الشمال ينهار والروتين هناك أصبح أكثر تعقيداً، ورؤساء السلطات غاضبون جداً من الوضع على الحدود مع لبنان». خلاصة توصيفات ناقمة ضجّت بها وسائل الإعلام العبرية لما يعانيه الإسرائيليون جرّاء عمليات المقاومة المتصاعدة انطلاقاً من جنوب لبنان باتجاه مواقع وثكنات جنود العدو الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.ومع توسيع العدوّ رقعة استهدافاته لمنازل مدنية، لجأت المقاومة الى اعتماد سياسة الضرب بالتماثل، ووجّهت ضربات كثيرة باتجاه البنى التحتية ومنازل في مستوطنات المنطقة الشمالية، ما تسبّب بحالة من الذعر دفعت بقوات الاحتلال الى اتخاذ قرار عسكري يمنع بالقوة أيّ مستوطن من الدخول الى شريط بعمق 4 إلى 6 كلم، ما جعل مراصد المقاومة على طول الحدود تبحث ليل نهار عن أي إشارة حياة في الجهة المقابلة.
وقد ترافق التصعيد جنوباً مع تلقّي جهات غربية تتوسط لوقف إطلاق النار على الحدود ما يشبه الأجوبة الحاسمة من قبل حزب الله، الذي قال إن العمليات لن تتوقف ما دام العدوان على غزة مستمراً، وإن تواجد المقاومة هو أمر طبيعي ومنطقي وسوف يستمر حتى لو توقفت العمليات العسكرية. وإن من يبحث عن ضمانات لإسرائيل لا يجب أن ينتظر أيّ تعديل في إدارة كل المناطق الحدودية. وإن أفضل ما يحصل هو أن يعود الجميع الى الوضع كما كان عليه يوم السادس من أكتوبر. وإن على العدو البحث عن آلية لوقف كل أنشطته العسكرية لأجل توفير الأمن لسكان المستعمرات.

مستوطنون يتظاهرون مطالبين الحكومة والجيش بتوفير مناخ آمن يعيدهم إلى منازلهم


وأمس الثلاثاء تحديداً، كان يوماً صعباً في الشمال بعد تنفيذ حزب الله عدداً من العمليات أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف ضباط وعناصر جيش العدو الإسرائيلي. وأعلن العدو إصابة 9 جنود إسرائيليين، بينهم جندي بحالة خطيرة، بعد تعرّضهم لنيران من لبنان أثناء سحب جريح أُصيب أيضاً بصاروخ موجّه أُطلق من لبنان. وتحدث الإعلام العبري عن مقتل جندي إسرائيلي متأثراً بإصابته عند الحدود الشمالية مع لبنان بتاريخ الثاني والعشرين من الشهر الجاري. كما لفت المتحدث باسم جيش العدو إلى إطلاق صاروخَي دفاع جوي من لبنان تجاه طائرة تتبع لسلاح الجو الإسرائيلي، ما يشكّل تزايداً ملحوظاً في استخدام هذا النوع من القدرات الخاصة بإعاقة حركة الطيران من قبل حزب الله خلال الأيام القليلة الماضية. فيما تحدثت قناة 12 العبرية عن انفجار طائرة انتحارية أُطلقت من لبنان في الجليل الأعلى.
كذلك نفذت المقاومة سلسلة ضربات نوعية ضدّ مواقع وثكنات وتجمّعات جنود العدوّ. وفي بيانات متلاحقة، أعلنت المقاومة الإسلامية استهداف موقع ‏زبدين، وانتشار لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيط موقع راميا، وغرفة رصد قرب ثكنة الشوميرا بالأسلحة المناسبة، حيث حققت فيها إصابات مباشرة وأوقعت أفرادها ‏بين قتيل وجريح.‏ كذلك أعلنت المقاومة أنها استهدفت تجمّعاً لجنود العدو قرب ثكنة دوفيف وتجمعاً آخر لهم في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأوقعتهم بين قتيل ‏وجريح.‏ وأيضاً استهدفت المقاومة قيادة ‏الفرقة 91 في ثكنة برانيت، وثكنة ‏زبدين بصواريخ بركان، وموقع البغدادي، إضافة إلى شن هجوم جوي ‏على مقر قيادة مستحدث للعدوّ في محيط مستعمرة كريات شمونة (قرية الخالصة ‏المحتلة) بطائرة مسيّرة انقضاضيّة وتحقيق إصابات مؤكّدة.

وأعلن حزب الله استشهاد المقاوم هادي حسن عوالا «حيدر علي» من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية والمقاوم أحمد حسن الديراني «أمير علي» من بلدة قصرنبا في البقاع.

القلق عند المستوطنين
إلى ذلك، يتصاعد غضب المستوطنين جرّاء التدمير الكبير الذي طاول مستوطناتهم بفعل ضربات المقاومة، فيما تقف حكومة الاحتلال عاجزة عن إيجاد «الحلول» المرضية لهم. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أضرار كبيرة في منازل مستوطنات المنارة وأفيفيم والمطلّة وبيت هيلل جراء صواريخ حزب الله. وقالت إن الضربات المباشرة لحزب الله خلّفت أضراراً كبيرة في الممتلكات، والكلفة تتجاوز تلك التي في جنوب فلسطين المحتلة (في غزة). وكمثال، قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية إن مستوطنة المطلة عند الحدود مع لبنان يوجد فيها «دمار واسع النطاق، وفي بعض الأحياء أُصيبت عشرات المنازل بأضرار غير مباشرة، وستّة منازل أصيبت بشكل مباشر بالصواريخ المضادة للدروع».
وفيما أُعلن عن تمديد إغلاق الطرق وأبواب المستوطنات ومنع الحركة داخل عدد من المستوطنات في الجليل الأعلى بسبب الوضع الأمني، نفذ المستوطنون تظاهرة عند مفرق عميعاد شمال طبريا مطالبين الحكومة الإسرائيلية بحل للوضع الأمني عند الحدود مع لبنان والسماح لهم بالعودة إلى مستوطناتهم. وقالت القناة 11 العبرية إن المتظاهرين يطالبون الحكومة والجيش بتقديم إجابات حول الوضع الراهن. بدورها، نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مستوطنين من الجليل الأعلى قولهم إنه «بينما تُضاء المنازل على الجانب الآخر من الحدود (جنوب لبنان)، ويتجوّل السكان بحرية ويواصل المزارعون عملهم، نحن هنا لا نستطيع فعل أي شيء». وقالت الصحيفة إن «الحرب مستمرة في الشمال منذ شهرين ونصف شهر دون أن يتم إبعاد حزب الله مسافة متر واحد عن السياج».
وعاد الحديث مكثفاً عن الردع المفقود في الشمال، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه «خلافاً للمفهوم بأن حزب الله مردوع، إسرائيل هي المردوعة والتأكيد على ذلك أن (الرئيس الأميركي جو) بايدن أدرك ضعفنا وأرسل قوة عسكرية كبيرة على وجه السرعة». ونقلت عن العقيد العسكري كوبي مروم، قوله «نحن في مأزق استراتيجي حقيقي في الشمال… لقد تسبّب حزب الله في شريط أمني على الحدود وإجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص. وعلينا أن نعترف بصدق أن تفعيل النيران في إسرائيل لم ينجح في الردع وتغيير الواقع».

المصدر:”الأخبار”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *