العدو يوسّع «حرب المستشفيات»: عصب المقاومة بخير
غزة | شهد، يوم أمس، تطوّرات ميدانية كبيرة، انسحبت على مختلف مناطق قطاع غزة. ومع استمرار العملية الإسرائيلية في مستشفى «الشفاء» لليوم السابع على التوالي، حيث يرتكب جيش العدو جرائم مروّعة بحق النازحين، توغّلت دباباته بشكل مفاجئ في محيط مستشفيَي «ناصر» و»الأمل» غربي مدينة خانيونس، ضاربةً حصاراً على المنطقة، وذلك بعدما اكتشف مواطنون قوّة خاصة كانت تتنكّر بهيئة عمّال توزيع مياه في المنطقة. أيضاً، توغّلت دبابات العدو من محور المطاحن في اتّجاه مواصي القرارة، حيث أجبرت الأهالي على مغادرة مناطق سكنهم إلى مدينة دير البلح. أمّا في أقصى شمال قطاع غزة، فتوغّلت قوّة إسرائيلية مدعّمة بعدد من الآليات، في منطقة البورة أقصى شمال مدينة بيت حانون. وبالتزامن مع كلّ تلك المستجدات، تتواصل الغارات الجوية على مدينة رفح والمنطقة الوسطى، ويوسّع جيش العدو من ارتكاب المجازر الجماعية، حيث نفّذ، خلال الساعات الـ24 الماضية، سبع مجازر طاولت عائلات بأكملها، وأدّت إلى استشهاد قرابة 80 مواطناً.في مقابل ذلك كلّه، تواصل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة التصدّي لجيش العدو، إذ شهدت الساعات الـ48 الماضية، تنفيذ العشرات من المهامّ القتالية. وكانت منطقة محيط مستشفى «الشفاء»، محور القتال الأبرز، حيث أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها استهدفوا قوّة راجلة كانت تتحصّن في مبنى بالقرب من المستشفى بقذيفة «تي بي جي»، وأوقعوا جنودها بين قتيل وجريح، كما استهدفوا ناقلة جند كانت تتمركز في جنوب «الشفاء» بقذيفة «الياسين 105». وعصر يوم السبت، أبلغ الإعلام العسكري التابع لـ»القسام»، عن أن مقاوميها تمكّنوا من استهداف ثلاث دبابات «ميركافا» جنوبي «الشفاء» بقذائف «الياسين 105» وعبوات «الشواظ»، فيما أعلنت «سرايا القدس»، من جهتها، تدمير دبابة في محيط مفترق أبو السعود جنوبي المستشفى بصاروخ موجّه. ولم ينتهِ نهار السبت الماضي، حتى أعلن جيش العدو مقتل أحد جنوده نتيجة المعارك الدائرة في شمال غزة.
وشهد يوم أمس، موجة جديدة من العمليات، حيث أعلنت «القسام» تمكّن مقاوميها من تدمير دبابة في حيّ تل الهوا جنوبي مدينة غزة. أيضاً، استهدف مقاومو «السرايا» دبابة إسرائيلية في منطقة العرايشية في محيط حي الأمل غربي مدينة خانيونس بقذيفة «آر بي جي»، ونشر الإعلام الحربي التابع للأخيرة، مشاهد مصوّرة أَظهرت مقاومي الوحدة المدفعية التابعة لها، وهم يدكّون تحشدات العدو في عدة مناطق في شمال القطاع وجنوبه بقذائف الهاون. أمّا في شمال مدينة بيت حانون، أقصى شمال القطاع، فأعلنت «القسام»، مساء أمس، أن مقاوميها استهدفوا دبابة «ميركافا» وجرافة «دي 9» بقذائف «الياسين 105».
وتصاعدت وتيرة العمليات الميدانية التي شهدتها كلّ جبهات القتال، خلال اليومَين الماضيَين، وذلك بالتزامن مع مواصلة الاحتلال التغنّي بمنجزه في مستشفى «الشفاء»، حيث تعمّد إعلام العدو بث مشاهد تُظهر اعتقال المئات من المواطنين، بشكل مهين ومذلّ، وروّج، طوال الأيام الماضية، أنه نفّذ ضربة قاضية ستفضي إلى قصم ظهر حركة «حماس» في القطاع. وبحسب مصدر في المقاومة، تحدّث إلى «الأخبار»، فإنه «ليس في وسع أحد التقليل من حجم الاختراق الذي نفّذه جيش العدو في مستشفى الشفاء، ولا التقليل من حجم الشخصيات التي اعتُقلت أو أُعدمت، لكنّ المقاومة وبنيتها المرنة، ليستا قائمتين على فرضية الرجل الواحد». وتابع المصدر: «تعاطت المقاومة مع المعطى الحالي، واستطاعت إعادة تشكيل صفوفها، بالنظر إلى احتمالية حصول العدو على معلومات جديدة نتيجة التحقيق مع المعتقلين. وتشير سلامة جسم العمل، من الميدان وحتى الإعلام، إلى أن عصب المقاومة لا يزال بخير، وأن كل الخسارات الحالية، يمكن استيعابها والتعايش معها».
المصدر:”الأخبار”