الاحتلال يستميت لإنجاز في جباليا: عودة إلى حصار المستشفيات
غزة | في اليوم التاسع للعملية البرّية الإسرائيلية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، تراجعت قوات العدوّ على نحو محدود من الأطراف الغربية للمخيم، فيما زادت آلياتها من تمدّدها في الأحياء الشرقية، وتحديداً تل الزعتر والسكة. وقال شهود عيان، لـ«الأخبار»، إن جيش الاحتلال أقدم على إجلاء النازحين من مدارس الإيواء في محيط مستشفى الإندونيسي، وضرب حصاراً على مستشفى العودة، مانعاً الطواقم الطبية من التحرّك لإسعاف الجرحى، فيما حاصرَ مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا بالنار، ووسّع أيضاً عمليات الحفر والتنقيب في أربعة مواقع، بحثاً عن جثث جنود أسرى. وكان جيش العدو زعم، أمس، عثوره على جثث أربعة جنود في نفق داخل مخيم جباليا.وتفيد تقديرات مصادر مقرّبة من المقاومة، بأن قصف الاحتلال عدداً من المباني التي احتُجز فيها بعض الجنود في تشرين الأول الماضي، تسبّب باستشهاد المئات من المدنيين إلى جانب عدد من الأسرى الذين كانوا حينها أحياء، وبقيت تلك الجثامين تحت الركام منذ ذلك الحين، بعدما دمّر العدو كل المعدّات والآليات التي يمكن أن تُستخدم في انتشال الجثامين. وتضيف المصادر أن جيش الاحتلال يستهلك في العملية الأخيرة جزءاً كبيراً من قواته، في محاولة تحقيق أي إنجاز.
ويأتي هذا فيما تواصل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تسديد ضربات شديدة التأثير إلى جيش العدو، إذ نفّذت، أمس، عدداً من المهمّات القتالية التي تنوّعت ما بين القنص والكمائن وإطلاق العشرات من قذائف الهاون والرشقات الصاروخية في اتجاه مستوطنات «الغلاف»، فيما بدا واضحاً ارتفاع مستوى التنسيق والعمل المشترك، وتحديداً بين «كتائب القسام» و«سرايا القدس». وأعلنت الكتائب قنص جندي في محور القتال في مخيم جباليا، ووزّع «الإعلام العسكري» التابع لها مشاهد مصوّرة أظهرت تمكّن المقاومين من تدمير آليتين بقذائف «الياسين 105» في شرق المخيم، بالإضافة إلى استهداف منزل كانت تتحصّن فيه قوة راجلة بقذائف «تي بي جي».
وسّع العدو عمليات التنقيب في أربعة مواقع، بحثاً عن جثث جنود أسرى
كما قالت «القسام» إن مقاوميها استهدفوا طائرة مروحية بصاروخ «سام 7» في المنطقة نفسها. وفي مقطع آخر، ظهر مقاومو «الكتائب» و«سرايا القدس» وهم يستهدفون آليات الاحتلال بعبوات العمل الفدائي. وأظهر ثالث، مقاومين وهم يتنافسون حول من سيقوم بإلصاق العبوة على آلية العدو التي لا تبتعد عنهم سوى بضعة أمتار، ويحيط بها عدد آخر من الدبابات. وأكّدت «السرايا»، بدورها، أن مقاوميها تمكّنوا من الاشتباك مع قوة راجلة ترافقها ناقلة جند قرب مسجد عماد عقل في البلوك 4 شرق المخيم، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. كذلك، أعلنت أنها تمكّنت من السيطرة على طائرة مُسيّرة لجيش العدو كانت تقوم بمهام استخبارية في المنطقة نفسها، في حين نشرت «كتائب شهداء الأقصى» مقطعاً مصوّراً أظهر مقاتليها وهم يستهدفون قوات الاحتلال في محاور القتال بقذائف الهاون والصواريخ التكتيكية من طراز «107».
وفي محور القتال جنوبي القطاع، حيث حشدت قوات العدو لواء رابعاً لتوسيع العمليات في مدينة رفح، أعلن جيش الاحتلال تمدّد قواته إلى حي البرازيل، واحتلالها ثلثي «محور فيلادلفيا». وفي المقابل، أفادت «كتائب القسام» بأن مقاوميها دكّوا قوات الاحتلال على معبر رفح البري بالعشرات من قذائف الهاون. وبدورها، ذكرت «سرايا القدس» أن مقاتليها أكّدوا بعد عودتهم من نقاط الاشتباك شرق رفح، تفجير عبوة شديدة الانفجار بقوة راجلة من جيش الاحتلال، ثم معاجلتها بوابل من قنابل «برق» المقذوفة المضادة للأفراد، وأن أفراد القوة سقطوا بين قتيل وجريح، وعرضت مشاهد من قصف مقاتليها، بالاشتراك مع مقاتلي «القسام»، جنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم شرق رفح.
فراس الشوفي