دلالات هجوم «عين الأسد» | المقاومة للأميركيين: الهدنة لاغية
بغداد | كشف مصدر في تنسيقية «المقاومة الإسلامية في العراق»، أنّ الأخيرة تخطّط عملياً لاستئناف عملياتها العسكرية ضدّ القواعد الأميركية في البلاد، وذلك عقب انتهاء مهلة الأربعة أشهر من تعليقها، في ما يؤكد أن استهدف قاعدة عين الأسد غربي البلاد، بطائرتين مسيّرتين مساء الثلاثاء الماضي، جاء تمهيداً لضربات مستقبلية سوف تستهدف مصالح واشنطن. وقال المصدر، في تصريح إلى «الأخبار»، إن «تصعيد العمليات أمر محتمل، وذلك نتيجة مماطلة الولايات المتحدة في ملف الانسحاب، وأيضاً رداً على ما يُرتكب في غزة من جرائم إسرائيلية بدعم أميركي». وكانت وسائل إعلام محلية نشرت، نقلاً عن مصادر أمنية، الثلاثاء الماضي، أن طائرتين مسيّرتين استهدفتا محيط قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، من دون أن تتبنى فصائل المقاومة هذا الاستهداف. غير أن مسؤولاً أميركياً أشار إلى أن منظومات الدفاع الجوية في القاعدة نجحت في اعتراض الهجوم، الذي لم يوقع إصابات بشرية. وحذر المسؤول من أن «الوضع يتطوّر، وسيتم توفير المزيد من التحديثات من قبل القيادة المركزية الأميركية بخصوص الهجوم».وعلى خلفية الغموض الذي يلف مخرجات المفاوضات العسكرية التي أجريت بين بغداد وواشنطن، لإنهاء ملف قوات «التحالف الدولي» في البلاد، وفقاً لتوقيتات زمنية محدّدة، أخذت بعض الفصائل المسلحة تلوّح بعودة عملياتها العسكرية التي توقفت بناء على اتفاق مسبق مع الحكومة العراقية، وبطلب من إيران. وكانت بدأت واشنطن، في الآونة الأخيرة، تسرّب معلومات عن أن المفاوضات بينها وبين بغداد لن تؤدي إلى انسحاب قواتها من العراق، وأنها ستبقى هناك، ولا سيما بعد بدء التعاون بين المقاومة العراقية وحركة «أنصار الله» في اليمن، في تنفيذ عمليات مشتركة ضد أهداف إسرائيلية في ميناء حيفا والبحر المتوسط وأماكن أخرى. كما تذرّعت الولايات المتحدة باستمرار وجود خلايا لتنظيم «داعش» في العراق، لتبرير الحاجة إلى بقاء قواتها.
تصعيد العمليات وارد نتيجة مماطلة واشنطن في ملف الانسحاب
وفي وقت سابق، تحدّث أكثر من مصدر في المقاومة العراقية، إلى «الأخبار»، عن إمكانية استئناف نشاطها المسلح ضد القواعد الأميركية، في حال لم تستجب الولايات المتحدة للمطالبات العراقية المتمثلة بخروجها نهائياً من البلاد. وتأكيداً لإمكانية عودة العمليات العسكرية، يقول القيادي في المقاومة، علي حسين، إن «المهلة الممنوحة للحكومة بشأن المفاوضات انتهت. ولا طريق أمام المقاومة سوى مقارعة المحتل عسكرياً وبالقوة». ويضيف، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «فعل المقاومة مستمر، طالما هناك محتل على أراضينا، فضلاً عن دعمه العلني للكيان الصهيوني الذي يرتكب جرائم بحق أبناء فلسطين العزّل والذين لا ناصر لهم سوى محور المقاومة». ويتابع أنه «سيكون هناك تصعيد في العمليات ضد الأهداف والمصالح الأميركية في العراق، ولا تراجع أو حياد عن ذلك. وفي حال تجرّأ المحتل على الردّ أو استهداف قواتنا المقاومة، سيكون لنا موقف أقوى وأشد».
وأما المتحدّث باسم «كتائب حزب الله في العراق»، كاظم الفرطوسي، فيرى أن «استهداف قاعدة الأسد هو رد فعل طبيعي تجاه سياسة الولايات المتحدة وممارساتها ضد العراق». ويؤكد، لـ«الأخبار»، أن «عمليات المقاومة قائمة ولن تتوقّف، لكن بخصوص استهداف قاعدة عين الأسد، لم يتبنّ أي فصيل العملية، علماً أن المقاومة لا تخشى من إعلانها أي عملية تنفّذها ضد الاحتلال». ويتابع أن «عملياتنا ليست لإحراج حكومة (محمد شياع) السوداني، وإنما للضغط على أميركا بهدف دفعها إلى الإسراع في انسحابها من العراق واحترام سيا
وفي تطوّر لافت بحصوله بعد استهداف «عين الأسد» بيومين، وقع انفجار في مخازن الدعم اللوجستي لـ «اللواء 42» التابع لقيادة عمليات صلاح الدين في «الحشد الشعبي»، وتحديداً المعسكر الخلفي في منطقة اليوسفية جنوب بغداد. وأعلنت «هيئة الحشد الشعبي» في بيان عن «تشكيل لجنة فنية مختصّة للوقوف على أسباب الانفجار، حيث تتواجد جميع كوادر الإنقاذ والفرق الصحية وعجلات الإطفاء، والحادث لم يخلف خسائر بشرية وفق المعلومات الأولية».
فقار فاضل