حملات تضامن واسعة مع لبنان: المقاومة العراقية تصعّد هجماتها النوعية
بغداد | استهدفت «المقاومة الإسلامية في العراق»، ليل أمس، مدينة إيلات الإسرائيلية على البحر الأحمر بالمُسيّرات، ما أدى إلى وقوع إصابات في المدينة اعترف بها العدو، وذلك في إطار تصعيد عراقي كبير مستمر منذ أيام، مؤازرة للبنان وغزة. ووازى هذا التصعيد، تفاعلٌ كبير في الأوساط الرسمية والشعبية والسياسية والدينية في العراق مع دعوة المرجع الشيعي الأعلى، آية الله علي السيستاني، إلى تقديم المساعدة للبنان، حيث أُطلقت حملات لجمع وإرسال التبرعات والمستلزمات الإغاثية بمختلف أشكالها المادية. وإذ يضاف ذلك إلى الجسرين الجوي والبري اللذين أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، إطلاقهما لإغاثة الشعب اللبناني، فقد أعلنت وزارة الصحة العراقية استعدادها لاستقبال جميع الجرحى في مستشفيات البلاد لمعالجتهم.وأعلنت «المقاومة الإسلامية»، مساء أمس، أنها «هاجمت إيلات بالطائرات المُسيّرة»، فيما أكد جيش الاحتلال انفجار إحدى المُسيّرات في المدينة، زاعماً اعتراض ثانية. وقال الناطق باسم الجيش، دانيال هاغاري: «إننا نتابع التهديدات القادمة من العراق ونجمع المعلومات وسوف نفعل ما يلزم»، بينما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى إصابة إسرائيليين في انفجار المُسيّرة. وكانت المقاومة العراقية أعلنت، في بيان فجر أمس، أنها هاجمت هدفاً حيوياً شمال فلسطين المحتلة بصاروخ «الأرقب». وقبلها بقليل، أفادت بأنها هاجمت هدفاً آخر قرب غور الأردن بالطيران المُسيّر.
وعلى مستوى الدعم الإغاثي، باشرت فرق تطوعية عراقية، فور إطلاق السيستاني دعوته لمساعدة لبنان، أول من أمس، جمع تبرعات مادية عبر صناديق انتشرت في مختلف مناطق البلاد. وتبرّع زعيم «التيار الوطني الشيعي»، مقتدى الصدر، بمبلغ 25 مليون دينار عراقي (22 ألف دولار أميركي)، داعياً أصحاب المواكب الحسينية في العراق إلى فتحها أمام النازحين اللبنانيين. كما أعلنت العتبتان الحسينية والعلوية استعدادهما لاستقبال اللبنانيين الفارّين من الحرب، وذلك امتثالاً لتوجيهات المرجعية الدينية العليا، وانطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني، فيما أكّد مسؤول «لجنة الإغاثة في العتبة الحسينية»، أحمد حسن فهد، أنه «بعد صدور بيان المرجعية في النجف، حول إيصال مساعدات إنسانية إلى الشعب اللبناني، تشكّلت عدة لجان في العتبة الحسينية لغرض تسلّم وجمع التبرّعات النقدية ولجان تجهيز المواد الغذائية ولجان طبية، وسنقوم بشحنها على شكل وجبات إلى لبنان، والهدف هو إيصالها بسرعة إلى لبنان عبر الأراضي السورية». أيضاً، أعلن «الحشد الشعبي» تسيير أول قافلة إغاثية براً إلى لبنان. ومن جهتها، أطلقت قوى سنية حملة «الإخاء» لدعم الشعب اللبناني. ودعا «تحالف العزم» الذي يقوده خميس الخنجر، في بيان، «المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان الصهيوني الذي يستهدف لبنان».
قوافل المساعدات العراقية بدأت بالانطلاق إلى لبنان
وتماشياً مع الدعم العراقي، قرّر مجلس النواب عقد جلسة خاصة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على لبنان بناءً على مطالبات نيابية. ويؤكد النائب عدنان الجحيشي أن «العراق داعم للقضية الفلسطينية وما يتعلّق بها، ويرفض الأسلوب الهمجي الذي تمارسه إسرائيل». ويضيف، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الحكومة والبرلمان والشعب في العراق جميعهم داعمون للبنان بكل أنواع الدعم والمساعدات وفتح الحدود لإرسال التبرعات، فضلاً عن دورنا في البرلمان للضغط من أجل إيقاف الحرب». ويشدد على الوقوف «جنباً إلى جنب مع فلسطين أيضاً، وتقديم كل أنواع الدعم من أجل الانتصار على العدو».
بدوره، يقول المتحدث باسم «ائتلاف النصر»، سلام الزبيدي، إن «العراق سبّاق في دعم الدول المجاورة له، ومنذ بداية عملية طوفان الأقصى وهو يساند غزة في حربها ضد إسرائيل». ويشير، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الحكومة والفرق الشعبية تطوّعت لجمع التبرعات والمعونة للبنان، امتثالاً لنداء المرجعية التي أرادت الوقوف مع لبنان الذي يقاوم العدو ويتعرّض لاعتداءات وحشية». ويضيف أن «العراق قد لا يكتفي بتقديم المساعدات فقط، في حال تطوّرت الأوضاع وتأزّمت في لبنان. ربما ستكون هناك خطوات تصعيدية من المقاومة ضد العدوان». ويحذّر من «جرّ المنطقة بما فيها العراق إلى حرب شاملة يتضرّر منها الجميع. ولذا، على الحكومة العراقية أن تلعب دوراً محورياً في التهدئة، وإبعاد جميع الدول عن أتون الحرب التي إذا اشتعلت فلن تنطفئ».
فقار فاضل