أخبار عربية ودولية

مقتل حاخام في قلب الإمارات: «قِبلة الصهاينة» لم تعد آمنة

عادت إسرائيل إلى التلويح بسردية «معاداة السامية» أمام العالم، كعادتها أمام كل استحقاق تواجهه، وهذه المرة رداً على قرار «المحكمة الجنائية الدولية» إصدار مذكرات اعتقال بحق كل من رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، ووزير حربه السابق يوآف غالانت، إضافة إلى مقتل الحاخام تسفي كوغن في الإمارات. وفور عثور السلطات الإماراتية على جثمان الأخير، بدأت تعليقات قادة الاحتلال تصدر تباعاً، وكان أوّلها من الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الذي وصف مقتل الحاخام بأنه «هجوم بغيض معادٍ للسامية»، مضيفاً أنّ «هذا الهجوم المروع هو تذكير بوحشية أعداء الشعب اليهودي. لكن مثل هذه الأفعال لن تردعنا عن الاستمرار في بناء مجتمعات يهودية مزدهرة في الإمارات أو أي مكان آخر، بالاستناد إلى الالتزام والعمل الدؤوب لمبعوثي حركة (حباد) في جميع أنحاء العالم»، علماً أنّ كوغن، وإضافة إلى كونه عضواً في لواء «جفعاتي»، الذي ارتكب جرائم حرب ومجازر في الضفة الغربية وقطاع غزة، يعدّ أيضاً ممثلاً لجمعية «حباد» الاستيطانية اليمينية، والتي تدعو إلى قتل الفلسطينيين وتهجيرهم والسيطرة على أراضيهم.
ومن جهته، وصف وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، مقتل كوغن بأنه «جريمة إرهابية جبانة ومعادية للسامية»، مضيفاً أنّ «دولة إسرائيل لن تهدأ حتى يُحاسَب المسؤولون عن هذا العمل الشنيع على أفعالهم»، بينما وصف رئيس المعارضة يائير لابيد، بدوره، الحادث بـ«الإرهابي والمعادي للسامية»، مؤكداً أنّ «الدولتين سوف تتعاونان في التحقيق في جريمة القتل وتقديم المجرمين إلى العدالة». كما نعى رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، الحاخام، الذي «قُتل بوحشية في الإمارات»، كما قال.

أصدرت إسرائيل توصيات بتجنّب السفر إلى الإمارات بسبب «التهديدات الإرهابية» المستمرة في المنطقة


وألقت عملية القتل الأخيرة بظلالها على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية برمتها، ولا سيّما أنّها تأتي في خضمّ الإنذارات الكثيرة من استهدافات محتملة للإسرائيليين حول العالم، وهو ما دفع بـ«هيئة الأمن القومي» الإسرائيلية إلى تشديد تحذيراتها من السفر إلى الإمارات، وإصدار توصية بتجنب السفر غير الضروري إليها، بسبب «التهديدات الإرهابية» المستمرة ضد الإسرائيليين واليهود في المنطقة. كذلك، أوصت الهيئة الإسرائيليين بـ«تجنب الأماكن التي يرتادها الإسرائيليون واليهود، والامتناع عن التواجد في المؤسسات التجارية، وأماكن التجمع، والمرافق الترفيهية التي يُعرف عنها ارتباطها بالجالية الإسرائيلية أو اليهودية، وزيادة اليقظة في الأماكن العامة مثل المطاعم والفنادق والحانات»، إضافة إلى تجنّب إظهار الرموز الإسرائيلية في الأماكن العامة، والتعاون مع السلطات المحلية والامتثال لتعليماتها، والإبلاغ فوراً عن أي «نشاط مشبوه». وتشمل التوصيات، أيضاً، تجنّب نشر تفاصيل السفر على وسائل التواصل الاجتماعي، والامتناع عن نشر الصور أو مواقع الزيارة قبل الرحلة أو أثناءها، وتقليل التنقل داخل الدولة والبقاء في المناطق الآمنة. وللمفارقة، كانت سلطات الاحتلال قد أصدرت، في أيلول، قائمة بـ15 دولة حذرت المستوطنين من السفر إليها بناء على تقييمات أمنية، وعلى ضوء المخاطر المتزايدة الناجمة عن تبادل المعلومات على الشبكات الاجتماعية وزيادة التهديدات المسلحة. وفي حين ضمت القائمة شبه جزيرة سيناء المصرية، ومصر والعراق وسوريا ولبنان والسعودية والأردن وإيران وتركيا، فإنّ الإمارات لم تكن من بين الدّول المدرجة عليها.
وفي ما يتعلق بخلفيات العملية، زعمت مصادر أمنية إسرائيلية، السبت، أنّ المعلومات المتوافرة تشير إلى احتمال تورّط «خلية أوزبكية، تعمل بتوجيه من إيران»، في حادثة اختفاء كوغن، مشيرةً إلى أنّ أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية، بما في ذلك «الموساد»، تحقق في العملية. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن التقديرات في تل أبيب ترجح أن كوغن «قُتل بعد أن اختطفته جهات إرهابية»، كانت تتعقبه في الفترة الماضية، بـ«توجيه من إيران». وعلى أي حال، فإن عملية القتل الأخيرة توجّه ضربة كبيرة إلى العلاقات «المتسارعة والكبيرة» بين إسرائيل والإمارات، علماً أنّ الأخيرة كانت قد تحولت، في أعقاب حرب الإبادة على غزة، إلى «قِبلة» لعشرات الآلاف من المستوطنين وجنود الاحتلال.

احمد العبد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *