أخبار عربية ودولية

عودة إلى السكاكين والأحزمة: المقاومة تقاتل بكل ما لديها

غزة | عادت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في مخيم جباليا وشمال قطاع غزة المُحاصر بأساليب العمل العسكري إلى عهد البدايات، حيث نفّذت خلال اليومين الماضيين عمليات التحام مباشر استخدمت فيها السكاكين والعمليات الاستشهادية. وأعلنت «كتائب القسام»، أمس، أن أحد مقاوميها تمكّن من الإجهاز على جندي إسرائيلي قناص ومساعده من مسافة صفر. ثم أكّدت في وقت لاحق، أن المقاوم ذاته تمكّن من التنكر بزي أحد الجنود والتسلّل إلى وسط ستة منهم، مفجّراً حزاماً ناسفاً كان يرتديه وسطهم، ما تسبّب بمقتل وإصابة الجنود الستة.
وكانت الكتائب قد أعلنت، أولَ أمس، تمكّن أحد المقاومين من قتل ضابط وجرح ثلاثة جنود طعناً بالسكين قبل أن يغنم أسلحتهم في وسط مخيم جباليا. وخلال الأسبوع الماضي أيضاً، كشفت «القسام» عن عمل مشابه، قائلة إن أحد مقاوميها تمكّن من الإجهاز على جندي كان يقف بجانب دبابة، ثم غنم سلاحه، وألقى قنبلتين يدويتين داخل الدبابة قبل أن يعود إلى قواعده بسلام.
ويثبّت هذا النسق المتصاعد من العمليات النوعية، مبدأ مواصلة القتال حتى بأظْفار اليد واللحم الحي، ويؤكد ديمومة قدرة اختراق المجهود البشري لهيمنة الآلة، في المنطقة التي يتبجّح فيها جيش العدو يومياً، بأنه دمّر آخر منزل صالح للسكن، وحوّلها إلى منطقة غير صالحة للحياة، ويفرض فيها على مدار الساعة أكثر منظومات الرقابة والسيطرة تطوراً في العالم. ويتأكد ذلك حتى وإن بدا النشاط المذكور للعمل المقاوم، هامشاً على مشهد الخراب الأعظم، وحتى إن عكس في جانب منه أيضاً، تراجع ما تمتلكه المقاومة من مخزون السلاح، ولا سيما القذائف المضادة للدروع والعبوات الناسفة، خصوصاً أنها قاربت على إتمام الشهر الثالث من الحصار.

مقاوم واحد يقتل جنديين بسكين ثم يفجّر نفسه بـ6 آخرين


ونفّذت المقاومة، أمس، كذلك، سلسلة من المهمات القتالية، إذ أعلنت «سرايا القدس» تمكّنها من قصف محور «نتساريم» وسط القطاع بصاروخ من نوع «بدر 1» وعدد من صواريخ «107». وتحدّثت «كتائب القسام»، بدورها، عن استهداف موقع «ماجين» العسكري في مدينة خانيونس بطائرة انقضاضية مُسيّرة. وبثّ «الإعلام العسكري» التابع للكتائب مشاهد مصوّرة للعملية. وأكّدت «كتائب المجاهدين»، من جهتها، تمكّن مقاوميها من استهداف محور «نتساريم» بوابل من قذائف الهاون الثقيلة.
في غضون ذلك، واصل جيش العدو سلوكه اليومي في استهداف تجمّعات المواطنين ومنازلهم في مناطق القطاع كافة، حيث أغارت الطائرات الحربية على منزل لعائلة اللوح في حي الصبرة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين. كما قصفت الطائرات الحربية منزلاً آخر لعائلة أبو شنت في الحي نفسه، ما تسبّب في استشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين. وواصلت آليات الاحتلال، أيضاً، عمليات نسف وتدمير المربعات السكنية في شمال القطاع، في حين نفّذ جيش العدو عمليات قصف عنيفة استهدفت محيط مستشفى «كمال عدوان»، بالتزامن مع زيارة وفد من منظمة الصحة العالمية إلى المستشفى. كما دكّ المنازل المحيطة بمستشفى «العودة» في حي تل الزعتر بالعشرات من قذائف المدفعية، متسبّباً بإصابة عدد من المواطنين. وفي حصيلة تلك الاعتداءات، أفادت مصادر طبية بأن 31 شهيداً سقطوا في الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في القطاع، منذ فجر أمس.

يوسف فارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *