أخبار لبنانية

هوكشتين «يعلم»: لا كلام في لبنان قبل وقف الحرب على غزة

ينتظر وسطاء في لبنان اتصالاً من مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتين لمعرفة نتائج زيارته لكيان الاحتلال، وتقدير الموقف بالنسبة إلى الخطوة التالية. وحيث لا يُتوقع أن تكون بيروت وجهته التالية بعد تل أبيب التي أنهى زيارته لها أمس. فيما بات واضحاً للجانب الأميركي، أنه لا يوجد في لبنان أي استعداد للبحث في مستقبل الوضع على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة قبل توقّف الحرب على قطاع غزة.وعلمت «الأخبار» أن المسؤول الأميركي كان أجرى اتصالات بجهات لبنانية على علاقة بحزب الله، وسأل عن إمكانية القيام بوساطة غير مباشرة تستهدف إحداث «تغيير نوعي» في الوضع على الحدود الجنوبية. وقد سمع المسؤول الأميركي جواباً مختصراً، بأن الحديث لن يكون له أي معنى ما دامت الحرب قائمة على غزة، وأن المقاومة في لبنان، ليست في صدد إراحة العدو على جبهته الشمالية.
وحسب مصادر مطّلعة على الاتصالات، فإن هوكشتين، بات «يتصرف بواقعية شديدة مع الملف اللبناني» وقالت المصادر، إنه «وخلافاً لطريقة تصرف الفرنسيين، فإن الموفدين الأميركيين، الذين لا يخفون العداء لحزب الله، لا ينقلون تهديدات يعرفون أنها لا تؤثر في قرار الحزب، كما أنهم باتوا يبتعدون عن أي طروحات يعرفون مسبقاً أنها لن تتحقق». وأوضحت المصادر «قد يبدو غريباً القول، بأن الأميركيين، يعرفون أن مطلب إبعاد حزب الله عن القرى الحدودية هو أمر غير منطقي وغير قابل للتنفيذ، لكن واقع الحال، أن الجانب الأميركي، يقول صراحة إنه لا يريد تصاعد المواجهات الجارية الآن على جانبي الحدود، وإن واشنطن ترى مصلحة إسرائيل في عدم التورط في حرب مع لبنان، لأن قدرات حزب الله ستجعل كلفة الحرب عليها كبيرة جداً».
وبحسب المصادر نفسها، فإن الأميركيين، يتحدثون عن «سلة تفاهمات» تشتمل ضمناً على معالجة ما تسميه «عناصر القلق لدى إسرائيل» في إشارة إلى الوضع على الحدود. وقد سبق لهوكشتين نفسه أن نقل إلى مسؤولين لبنانيين، أن الجانب الإسرائيلي «أبلغه هواجسه الكبيرة حيال ما يجري على الحدود، وأن ما يقلق الحكومة في تل أبيب هو التهجير الواسع لسكان المستعمرات الشمالية، والتوقف التام لكل أنواع النشاط الاقتصادي، السياحي منه والصناعي، إضافة إلى توقف تام لكل العمل في القطاع الزراعي الحيوي في شمال فلسطين المحتلة». وقالت المصادر: «إن الأميركيين يعون تماماً حجم المشكلة التي تواجه إسرائيل، وبعدما تعرّفوا إلى الوقائع اللبنانية الحقيقية، من خلال المفاوضات التي رافقت التفاهم على ترسيم الحدود البرية، وبالتالي، فإن الجديد يتعلق بالإطار الذي تبحث عنه واشنطن لتأمين حل يناسب الطرفين اللبناني والإسرائيلي».

وحسب المصادر فإن هوكشتين كان قد أبلغ الجهات اللبنانية بموعد زيارته لإسرائيل قبل نهاية العام الماضي. وهو التقى أمس عدداً من كبار المسؤولين في تل أبيب، وناقش معهم صورة الوضع ليس في الجبهة الشمالية، إنما في الجنوب أيضاً، ويفترض أن يكون قد كوّن صورة عن مستقبل العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، حتى يقدر على بناء أساس لأي مبادرة يحملها في وقت لاحق. وقالت المصادر إن هوكشتين «يعلم أنه في ظل استمرار الحرب على غزة، فليس هناك أي قيمة لزيارته، وبالتالي، فهو لن يكون في لبنان خلال الأيام المقبلة، وأن موعد زيارته سيكون مرتبطاً حكماً بمجريات الوضع في غزة».
وفي اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين، ناقش هوكشتين «آفاق ترتيب سياسي يضمن أمن الجبهة الشمالية». وقالت القناة «السابعة» الإسرائيلية إن هوكشتين جاء «لبحث منع المزيد من التصعيد على الحدود الشمالية للبلد».
وفي تل أبيب التقى الموفد الأميركي كلا على حدة، مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعضو مجلس الحرب بني غانتس ووزير الحرب يؤاف غالانت بحضور رئيس اركان الجيش هرتسي هليفي، وسفير إسرائيل في واشنطن مايك هرتسوغ، ورئيس اللواء الاستراتيجي العميد بني غال ومسؤولين كبار آخرين في المؤسسة الأمنية والعسكرية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المسؤولين الإسرائيليين استعرضوا «الظروف الأمنية التي ستسمح بعودة سكان الشمال»، وإن نتنياهو قال لهوكشتين: «ان إعادة مواطنينا في الشمال والجنوب إلى منازلهم هو جزء من اهداف الحرب وسيتم تحقيقه بالوسائل السياسية أو العسكرية» اما غالانت فقد «شدّد على أن إسرائيل تفضّل حل الصراع عبر الوسائل السياسية، لكن النافذة الزمنية لهذا الاحتمال قصيرة». فيما قال غانتس، انه «يجب السماح لسكان الشمال بالعودة بأمان إلى منازلهم وأنه من الصواب العمل للتوصل إلى حل، وإلا فإن الجيش الإسرائيلي سوف يزيل التهديد».
وعلق رئيس «منتدى بلدات خط التماس» موشية دافيدوفيتش على كلام المسؤولين الاسرائيليين: «يمكننا أن نروي لأنفسنا قصصاً عن نوافذ زمنية للخطاب السياسي، لكننا نعلم جيداً أن أي تسوية سياسية لن تخرج حزب الله من الحدود».

المصدر:”الأخبار”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *