أخبار عربية ودولية

الميدان يصدّق رسالة السنوار: «كتائب رفح» باقية… وفعّالة

غزة | صدقت وقائع الميدان ما أكّده رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، يحيى السنوار، في رسالته إلى قائد حركة «أنصار الله» اليمنية، عبد الملك الحوثي، من أن كل ما يدّعيه جيش الاحتلال من تدمير المقاومة في غزة محض أكاذيب، وأن «كتائب القسام»، ومن خلفها الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، مستعدّة لحرب استنزاف طويلة، إذ نفّذت الأخيرة، مساء أمس، كميناً مركّباً استهدف القوات الراجلة التي تعسكر في «محور فيلادلفيا» على الحدود المصرية – الفلسطينية، ليوقع «الحدث الأمني الصعب»، وفق ما وصفه إعلام العدو، أربعة من الجنود قتلى، ويصيب عدداً آخر، ما تطلّب من مروحيات الإخلاء عمليات نقل استمرّت لأكثر من ساعة كاملة.والحدث الذي تقاطع في توقيته مع الحدث الأمني الكبير الذي استهدف «حزب الله»، علّقت عليه صفحات المستوطنين بعبارة «الداء في لبنان والترياق في رفح… بعد وقت قصير من النشوة، نعيش مساءً بائساً وحزيناً». ووقعت العملية في حيّز مدينة رفح، التي أعلن رئيس أركان جيش العدو، هرتسي هاليفي، قبل ثلاثة أيام، أنه أتمّ تدمير كتيبتها التابعة لـ»القسام». كما جاءت بعد أسابيع من الهدوء الميداني، حيث لم يشهد ذلك المحور سوى عدد قليل من المهمّات القتالية المحدودة، في ما يبدو أنه انعكس على مقدار استعداد جنود العدو ويقظتهم.
وكان السنوار أكّد، في رسالته إلى الحوثي، أن «المقاومة تحضّر نفسها لمعركة استنزاف وستكسر إرادة العدو السياسية كما كسرت إرادته العسكرية». وفي هذا الصدد، تقدّر مصادر مقرّبة من المقاومة أن الأذرع العسكرية التي تعتمد منذ أسابيع تكتيك تقطير العمل الميداني، توافقاً مع تراجع حدّة العمليات البرية في كل مناطق القطاع، لا تزال تمتلك مخزوناً بشرياً ولوجستياً سيكون كافياً لإدارة القتال في حال قرّر العدو الاستمرار في عدوانه والبقاء في غزة. وفي هذا السياق، قال القائد السابق لفرقة غزة في جيش الاحتلال، إن «حماس تعاود السيطرة على كل منطقة تنسحب منها قوات الاحتلال في غضون ساعات أو أيام»، وإن البنية التحتية للحركة لم تفقد قدرتها على القتال.

السلوك الميداني للمقاومة مرتبط بجملة من الأبعاد، أهمّها توفّر الفرص الميدانية الدسمة


وتقدّر المصادر ذاتها، أن السلوك الميداني للمقاومة مرتبط بجملة من الأبعاد، أهمّها توفّر الفرص الميدانية الدسمة، والتي تسمح بعمليات قاتلة توقع خسائر بشرية محقَّقة في صفوف قوات الجيش، وأيضاً انخفاض التكلفة البشرية واللوجستية لتلك العمليات، خصوصاً أن أحداً لا يستطيع التكهّن بالوقت الذي ستحتاج إليه هذه الحرب لتضع أوزارها. وبدا واضحاً أيضاً، أن الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفّذ هجمات ذات رسائل سياسية، إذ تتعمّد إطلاق الصواريخ بأعداد محدودة، عقب تصريحات قادة العدو التي تحمل طابع الانتصار الناجز والحديث عن التمكّن من القضاء على المقاومة. وكيفما اتفق، لا يبدو أن المقاومة التي ستغلق قريباً عاماً كاملاً من القتال، في وارد تقديم تنازلات على طاولة التفاوض، والتي يطمح العدو من خلالها إلى تحقيق انتصار ناجز يعبّر عنه القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون بعبارة: «تركيع حماس».

يوسف فارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *