حركات المقاومة تنعى السيد نصرالله… «جيلٌ من القادة أكثر بأساً» سيخلفه على ذات الدرب
فور إعلان حزب الله نبأ استشهاد أمينه العام السيد حسن نصرالله، توالت البيانات المعزية من جانب حلفائه في محور المقاومة، حيث سارعت حركة «حماس» إلى نشر بيان تقدمت فيه «بخالص التعازي والمواساة والتضامن إلى الشعب اللبناني الشقيق والإخوة في حزب الله»، مدينةً بأشدّ العبارات «العدوان الصهيونيّ الهمجيّ واستهداف مبانيَ سكنية، في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت».وأكدت الحركة في بيانها «أثبت التَّاريخ أنَّ المقاومة ضدَّ العدو الصهيوني، بكافة فصائلها وأماكن وجودها، كلَّما يمضي قادتها شهداء، سيخلفهم على ذات الدَّرب جيلٌ من القادة أكثرَ بأساً، وأشدَّ قوَّة وإصراراً على مواصلة المواجهة مع هذا العدو الصهيوني حتى دحره وزواله عن أرضنا ومنطقتنا».
وشددت الحركة على أنها «على ثقة ويقين بأنَّ هذه الجريمة وكل جرائم الاحتلال واغتيالاته، لن تزيد المقاومة في لبنان وفي فلسطين إلاّ إصراراً وتصميماً، ومضياً بكل قوَّة وبسالة وكبرياء، على درب الشهداء، والوفاء لتضحياتهم، والسير على نهجهم وخطاهم، ومواصلة طريق المقاومة والصمود حتى النصر ودحر الاحتلال».
من جهتها، نعت حركة «الجهاد الإسلامي» السيد نصرالله، فقالت في بيان «إذ نشعر بألم الفراق ومرارته، وبفداحة فقدان هامة عربية وإسلامية مقاومة، اختطت طريق النصر للأمة، فإننا في الوقت ذاته نشعر بالفخر بإرثه المبارك بعشرات الآلاف من المجاهدين والكوادر والقادة الذين تربوا على نهج سماحته، على طريق الشهادة وفلسطين».
وتابعت «إنه لفخر كبير لسماحة السيد حسن نصر الله أن يستشهد مقبلاً غير مدبر، في موقف إسناد ونصرة لشعبنا الفلسطيني، عزّ نظيره، في وقت تتساقط فيه أنظمة ودول في فخ الاستسلام أمام العدو تحت مسمى التطبيع. إن قامة عملاقة بحجم سماحة السيد حسن الله لا يليق بها سوى الشهادة على طريق القدس»، مؤكدةً «أن قوى المقاومة في لبنان وفلسطين وعموم المنطقة ستجعل العدو يدفع ثمن جرائمه ويتجرع الهزيمة جراء ما اقترفت أياديه الآثمة، عاجلاً غير آجل».
بزشكيان: واثقون من استمرار مسيرة القائد الشهيد
أما إيران، فقد نعى كل من رئيسها مسعود بزشكيان ووزير خارجيتها عباس عراقجي السيد نصرالله، فقال بزشكيان إن إيران «تقف حكومةً وشعباً إلى جانب المقاومة»، معرباً عن ثقته «من استمرار مسيرة القائد الشهيد السيد حسن نصر الله». وأضاف أن «العالم لن ينسى أنّ قرار تنفيذ الهجوم الإرهابي صدر من نيويورك وواشنطن لا يمكنها التنصل من التواطؤ مع الصهاينة».
من جهته، قال عراقجي إن «هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها الكيان الصهيوني باستشهاد قادة حزب الله، لكن شجرة المقاومة الطيبة لن تتوقف عن النمو والازدهار». وأضاف «في مدرسة الإسلام، “الشهادة” بحد ذاتها دليل على حقانية القضية، ودافع لمواصلة المسيرة، وحافز لجذب المزيد من المجاهدين. ألم يشهدوا كيف أدى دم الشهيد السيد عباس الموسوي إلى تعزيز حزب الله بشكل أكبر؟ الآن عليهم أن يراقبوا، وهم في رعب، تأثير دم الشهيد السيد حسن نصر الله على التوسع المتزايد للمقاومة أكثر من قبل. هنيئا شهادته، ولتكن طريقه عامرة بالسائرين».
صنعاء: دماء القادة لن تذهب سدى
في اليمن، هنأت حكومة صنعاء «الأمة العربية والإسلامية بالنصر الشخصي الذي أحرزه القائد الشهيد، حيث كان له دور بارز في تعزيز محور الجهاد والمقاومة ودعم قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية».
وأكدت في بيانها «أن دماء القادة الشهداء لن تذهب سدى بإذن الله تعالى، وأن العدو الإسرائيلي لن يحقق شيئاً من آماله بعمليته الجبانة»، مشددةً على أن المقاومة «لن تُكسر والروح الجهادية للإخوة المجاهدين في لبنان وفي كل جبهات الإسناد ستقوى وستكبر، وسيظل إخوتنا المجاهدون في حزب الله النموذج المعاصر الأرقى في ميدان القتال وساحة النزال».
حداد رسمي في العراق
أما في العراق، فقد أعلنت الحكومة الحداد 3 أيام حداداً على استشهاد السيد نصرالله.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان، إن «السوداني وجّه بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لثلاثة أيّام، تأبيناً لاستشهاد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ورفاقه، في العدوان الصهيوني الآثم».
كما نعى السوداني في بيان لاحق اغتيال السيد نصر الله، وقال «في اعتداء آثم جديد، وجريمة تؤكد تعدي الكيان الصهيوني كلّ الخطوط الحمراء، ارتقى الأمين العام لحزب الله اللبناني السيّد حسن نصر الله، شهيداً على طريق الحق»، متابعاً أن «الفعل الإجرامي الذي استهدف الضاحية الجنوبية يوم أمس يعبّر عن الرغبة المستهترة الساعية إلى توسعة الصراع، على حساب كل شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها».
كذلك، تقدم المرجع الديني الأعلى في العراق، السيد علي السيستاني، بتعازيه باستشهاد السيد نصر الله قائلاً في بيان «تلقّينا ببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد العلامة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله وكوكبة من إخوانه في المقاومة اللبنانية الشريفة وعشرات المدنيين الأبرياء في المجزرة المفجعة التي اقترفها جيش العدو الإسرائيلي في ضاحية بيروت العزيزة».
وأضاف «لقد كان الشهيد الكبير انموذجاً قيادياً قلّ نظيره في العقود الأخيرة، وقد قام بدور مميز في الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي بتحرير الأراضي اللبنانية، وساند العراقيين بكل ما تيسر له في تحرير بلادهم من الإرهابين الدواعش، كما اتخذ مواقف عظيمة في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم حتى دفع حياته الغالية ثمناً لذلك».
وكانت الخارجية السورية قد أصدرت يوم أمس بياناً نددت فيه بالعدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأضافت الخارجية في بيانها «تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات كل هذه الجرائم المتواصلة، وتجدد تأكيدها على أن إصرار الكيان الإرهابي الإسرائيلي على سفك الدماء وارتكاب جميع أنواع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يندى لها الجبين سيؤدي إلى جر المنطقة برمتها نحو تصعيد خطير يصعب التنبؤ بنتائجه».
وأضافت «سورية تستنكر صمت العالم أمام هول هذه الجرائم التي لم تشهد البشرية مثيلاً لها منذ عقود، وتؤكد مجدداً على حق شعوب المنطقة بالدفاع عن نفسها في مواجهة هذا العدوان الإرهابي الإسرائيلي».
الأخبار