أخبار عربية ودولية

قصف أميركي «ثقيل» على صنعاء: التصعيد يسابق جهود السلام

صنعاء | وسط حراك ديبلوماسي أممي وإقليمي مكثّف يسابق العدوان، عاودت الولايات المتحدة استهدافها صنعاء، فجر أمس، بغارة على مبنى وزارة الدفاع في منطقة العرضي مقابل صنعاء التاريخية، ما أدى إلى أضرار في المنازل التاريخية، لاستخدام القوات الأميركية قنابل ثقيلة محرّمة دولياً. وفي هذا الإطار، قال القيادي في حركة «أنصار الله» وعضو المكتب السياسي، حزام الأسد، إن الغارة استهدفت مكاناً مهجوراً وخارج الخدمة منذ سنوات، نافياً صحة الرواية الأميركية عن استهداف غرفة عمليات خاصة بالهجمات البحرية التي تنفذها قوات صنعاء البحرية ضد الملاحة الإسرائيلية. وأكد، في منشور على منصة «إكس»، تعرّض المكان ذاته لنحو 150 غارة خلال السنوات الماضية من قبل التحالف السعودي – الإماراتي.
وكانت «القيادة المركزية الأميركية»، قد سوّقت للهجوم الذي استخدمت فيه قاذفات استراتيجية على أنه إنجاز كبير، علماً أنه الثاني بعد هجوم سابق استخدمت فيه قاذفات من نوع «بي 2»، مطلع الشهر الماضي ضد صنعاء. ووسط تهديد الأخيرة بالرد على الاعتداء الجديد، باستهداف حاملة الطائرات «هاري ترومان»، التي وصلت إلى البحر الأحمر، ظهر عضو «المجلس السياسي الأعلى»، محمد علي الحوثي، في موقع القصف، ليردّ على مزاعم أميركية بأن العمليات الجوية حدّت من ظهور القيادات السياسية والعسكرية الرفيعة في حركة «أنصار الله».
وعلى خط مواز، قالت مصادر سياسية في صنعاء، لـ»الأخبار»، إن السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، وجّه دعوة إلى قادة الفصائل الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في الساحل الغربي لليمن، لعقد اجتماع لم تُعرف طبيعته. ووفق المصادر، شملت الدعوة قائد الفصائل الموالية للإمارات، طارق صالح، واللواء هيثم قاسم، الذي يقود مجموعات في الساحل الغربي جنوب الحديدة. ورغم استمرار التهديدات الأميركية والإسرائيلية لصنعاء، ومواصلة واشنطن قيادة تحركات مناوئة للأخيرة، يبدو أن الدول الراعية للسلام، باستثناء الولايات المتحدة، تدفع نحو اتفاق سياسي ينقل البلاد من حالة التهدئة الهشة إلى سلام دائم.
ومنذ أيام، تشهد الرياض حراكاً ديبلوماسياً مكثفاً تقوده الأمم المتحدة والوسيط العماني، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى التوقيع على خريطة الطريق الأممية. وتقول المصادر إن هذا التوجّه جاء بعد تصاعد التهديدات بتفجير الوضع في اليمن، مضيفة أن المشاورات مع القوى اليمنية الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي تركزت حول البدء بإجراءات اقتصادية عاجلة، واستكمال المشاورات الخاصة بشأن الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وفتح الطرق المغلقة في المحافظات الواقعة على التماس بين الأطراف المتصارعة، والشروع في مفاوضات الحل السياسي الشامل.
وكانت السعودية قد استدعت كل أعضاء «المجلس الرئاسي» في عدن خلال الأيام الماضية، وطالبت بالإسراع في تقديم الملاحظات التي أقرّها المجلس على خريطة الطريق، مشددة على المضيّ في الاتفاق مع صنعاء من دون تأخير. وفي هذا الإطار ، علمت «الأخبار» من أكثر من مصدر، أحدها مقرّب من حكومة عدن، أن السعودية حثّت «المجلس الرئاسي» والحكومة على خفض الحديث عن التصعيد العسكري مع صنعاء، ودعتهما إلى الاستعداد للانخراط في المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة. ولفتت المصادر إلى أن موقف السعودية تجاه السلام في اليمن أصبح أكثر تشدّداً بعد فوزها باستضافة كأس العالم للعام 2034، وأنها ربطت كل مساعداتها لحلفائها بجدّيتهم في الانخراط في مسار السلام.
وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر إعلامية موالية للتحالف عن وصول وفد «أنصار الله» المفاوض إلى الرياض، لم تنف حكومة صنعاء أو تؤكد ذلك، باستثناء تلميح صدر من عضو المكتب السياسي للحركة، علي القحوم، في منشور له على منصة «إكس»، حين قال إن «اليمن سيتجاوز كل الجراحات والمشاكل ويتجه نحو تحقيق المصالحة الوطنية وتذويب الخلافات بالحوار، مع الجدية الدائمة والصادقة والإرادة القوية في تحقيق السلام مع دول الجوار». بدوره، قال مساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية، عبد الله آل هتيله، في منشور على «إكس»، إن «اليمن مقبل على مرحلة جديدة من السعادة والازدهار، متجاوزاً أزماته ومعاناته الحالية نحو مستقبل أفضل».

رشيد الحداد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *