أخبار عربية ودولية

غالانت إلى واشنطن غداً: تباينُ أولويات

في ضوء الزيارة التي يُرتقب أن يقوم بها، غداً، وفد إسرائيلي، يتقدّمه وزير الأمن يوآف غالانت، إلى واشنطن، تحدّث هذا الأخير هاتفياً إلى نظيره الأميركي، لويد أوستن، مبشّراً إيّاه بأنه سيحمل معه إلى «البنتاغون» قائمة طويلة من الأسلحة التي تحتاجها إسرائيل لمواصلة حربها على قطاع غزة. وخلال المحادثة، أوضح أوستن، لغالانت، حجم «الضغط المتفاقم» على الإدارة الأميركية، مشدّداً على أن «عليك أن تستوعب الأجواء السائدة هنا»، وأنه في ضوء ذلك، «عليك زيارة واشنطن محمّلاً باقتراحات جديدة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة». وردّ غالانت قائلاً إن «هناك معبراً جديداً بدأت إسرائيل من خلاله أخيراً بإدخال المساعدات إلى غزة»، مشيراً إلى الرصيف البحري المؤقت الذي ينشئه جيشه مقابل سواحل القطاع، وأن الجيش يقوم بتأمين هذا الرصيف الذي من المفترض أن تدخل المساعدات عبره. ووفقاً لما نقل مراسل الشؤون السياسية لموقعَي «واللا» العبري و«أكسيوس» الأميركي، باراك رافيد، عن مصادر إسرائيلية وأميركية، فإنه سيتعيّن على إسرائيل أن تثبت تغييراً في توجّهها الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك عبر اتّخاذ خطوات عملية تسمح بزيادة كبيرة في كميتها، خصوصاً أن الإدارة الأميركية «ترزح تحت ضغوط ما فتئت تتفاقم، من جانب المشرّعين الديموقراطيين في الكونغرس، تخصّ كلّ ما يتعلّق بدعمها لإسرائيل، وحقيقة أن إدارة جو بايدن لا تطالب بوقف صريح وفوري لإطلاق النار».من جهة ثانية، عرض غالانت على نظيره الأميركي أفكاره في شأن «اليوم التالي» للحرب، وكيفية صياغة بديل من «الحكم السلطوي لحماس»، متحدثاً أيضاً عن قائمة الأسلحة التي سيحملها معه، و«الحاجة إلى توفيرها عاجلاً». وفي هذا الجانب، لفت مسؤول إسرائيلي رفيع إلى أن قائمة الطلبات الإسرائيلية تتضمّن طائرات جديدة من طراز «إف-35» و«إف-15»، تحتاجها إسرائيل في أسرع وقت. وقال غالانت، لأوستن، إنه «سيصطحب معه المدير التنفيذي لوزارة الأمن، أيال زامير»، طالباً من الوزير الأميركي أن «يعقد المسؤولون عن عمليات توفير السلاح في البنتاغون اجتماعات مع زامير لمناقشة الدفع بالموضوع»، خصوصاً وأن الجيش الإسرائيلي أصبح، منذ بدء الحرب، «متعلّقاً جدّاً بالدعم الأميركي، ليس بسبب الحرب في غزة فقط، وإنّما لمواجهة احتمال تطوّر حرب شاملة في الجبهة الشمالية مقابل حزب الله».
على المقلب الآخر، فإن الدعم التسليحي الأميركي لإسرائيل يواجه انتقادات متفاقمة، سواء على مستوى الجمهور المناهض للحرب، أو من جانب مسؤولين في الحزب الديموقراطي باتوا يطالبون الإدارة بتقييد استخدام إسرائيل لأسلحة من إنتاج أميركي، وهو ما «يقلق المسؤولين الإسرائيليين»، وفقاً لرافيد؛ إذ «يتخوّف هؤلاء من أن الضغط السياسي في الولايات المتحدة قد يدفع الإدارة إلى إبطاء وتيرة دعمها التسليحي لإسرائيل، أو أن يفضي إلى وقف جزئي للأسلحة». ومع ذلك، نقل رافيد عن مسؤول أميركي، قوله إنه «في الوقت الحالي، لا يوجد أيّ قرار بإبطاء وتيرة إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وأن الإبطاء ناجم عن أن قسماً من احتياطي الأسلحة قد فرغ، وثمة حاجة إلى تمويل آخر من الكونغرس من أجل استئناف هذه الإمدادات».
وفي الأسبوع الماضي، وقّع غالانت على مذكرة تتعهّد إسرائيل بموجبها للإدارة الأميركية بأنها «ستستخدم الأسلحة الأميركية فقط بناءً على القانون الدولي، وأنها لن تعرقل وصول المساعدات الأميركية أو مساعدات تحظى بدعم أميركي إلى القطاع». وأتى ذلك في ضوء «سياسة جديدة» أعلنها البيت الأبيض، عقب ضغوط مارسها أعضاء الكونغرس الديموقراطيون عليه، عنوانها أنه من دون التوقيع على تلك المذكّرة، فإن شحنات الأسلحة قد تتوقّف. وسيكون على وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، أن يقرّر بدوره، مطلع الأسبوع المقبل، ما إذا كان التعهّد الإسرائيلي موثوقاً بنظره. وفي شهر أيار المقبل، على بلينكن أن يبلغ الكونغرس ما إن كانت إسرائيل قد التزمت بتعهدها، كشرط لمواصلة تسليحها.

المصدر:”الأخبار”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *