أخبار عربية ودولية

بدء موسم «الأعياد اليهودية»: صواريخ المقاومة تربك الاحتلال ومستوطنيه

رام الله | تستعد المنظمات الصهيونية والجماعات الاستيطانية، خلال الشهر الجاري، لاستغلال العدوان على غزة ولبنان، وانشغال العالم بما يجري، لتسريع تهويد المسجد الأقصى، وخصوصاً مع حلول الأعياد اليهودية، التي تتحول إلى مناسبة لتصعيد العدوان على المدينة المقدسة. وفي هذا السياق، شهد المسجد الأقصى، صباح أمس، اقتحامَ عشرات المستوطنين لمرافقه وباحاته، حيث أدى هؤلاء صلوات وطقوساً تلمودية بمناسبة رأس السنة العبرية، علماً أن عملية «الوعد الصادق 2» التي نفذها «الحرس الثوري الإيراني»، قبل أيام، أجبرت سلطات الاحتلال على إخلاء حائط البراق من مئات المستوطنين الذين كانوا يستعدون لإداء صلوات تلمودية فيه.وأفادت «دائرة الأوقاف الإسلامية» في القدس المحتلة، بأن «183 متطرفاً اقتحموا المسجد الأقصى خلال نحو ساعتين»، تحت حراسة شرطة الاحتلال، لافتةً إلى أن أحد المستوطنين «قام بالنفخ في البوق في المنطقة ذاتها»، حيث سمع صوت البوق في حارات البلدة القديمة وأحيائها. وبحسب «الأوقاف»، فإن «وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى والتي يرافقها أداء طقوس تلمودية وصلوات، ازدادت بشكل ملحوظ منذ تسلّم الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو مهامها في كانون الأول 2022، وتتواصل بوتيرة متزايدة منذ بداية العام الجاري». كما انتشرت مقاطع فيديو تداولها مستوطنون، أظهرت قيامهم بأداء طقوس تلمودية في المسجد، بينها ما يسمى بـ«السجود الملحمي»، حيث يلقون بأجسادهم على الأرض لناحية قبة الصخرة.
ومن المتوقع أن تتزايد اقتحامات المستوطنين للمسجد في الأيام المقبلة، حيث سترافقها، على جري العادة، استفزازات من قبلهم في البلدة القديمة – كانت قد سبّبت في عام 2021 اندلاع معركة «سيف القدس» -، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في رفع حالة التوتر في المنطقة. وفيما كانت مستوطنات في القدس تعرّضت للاستهداف، سواء من قبل «حزب الله» (الذي استهدف أخيراً مستوطنة «معاليه أدوميم») أو من قبل إيران خلال عمليتَي «الوعد الصادق»، من غير المستبعد أن تتحول مستوطنات أخرى في المدينة إلى هدف لرشقات المقاومة الصاروخية، إذا ما جرت استباحة المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، وهو ما تأخذه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في الحسبان.

يشهد المسجد الإبراهيمي اعتداءات لا تقلّ خطورة عمّا يتعرّض له المسجد الأقصى


أما المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، فيشهد، بدوره، اعتداءات لا تقلّ خطورة عمّا يتعرض له المسجد الأقصى. إذ أغلقته سلطات الاحتلال، أمس، لمناسبة «رأس السنة اليهودية»، وشددت شرطتها إجراءاتها العسكرية في محيطه، مانعةً المسلمين من دخوله للصلاة، بينما فتحته أمام المستوطنين. كما منع جيش الاحتلال موظفي «الأوقاف الإسلامية» وإدارة المسجد من دخوله، وسط إجراءات عسكرية مشددة فُرضت على دخول الفلسطينيين إلى البلدة القديمة في الخليل. وفي السنوات السابقة، منعت سلطات العدو المصلين المسلمين من دخول الحرم لمدة 10 أيام، ليقتحمه المستوطنون ويؤدوا فيه طقوساً تلمودية ورقصات واحتفالات في انتهاك فاضح لحرمته.
والجدير ذكره، هنا، أن «جماعات الهيكل» والمستوطنين يستغلون أيام الأعياد اليهودية لتصعيد عدوانهم، والدفع بسياسة تهويد القدس والمسجد الأقصى، عبر الانتقال من خطوة تهويدية إلى أخرى، وتعزيز اقتحاماتهم للمسجد وأدائهم طقوسهم التلمودية داخله، وفتح مزيد من الأبواب أمامهم، بالتزامن مع تشديد الهجمة على المسجد بهدف إبعاد العديد من روّاده المسلمين، وإفراغه بشكل متدرّج. ومن بين تلك الأعياد اليهودية، «رأس السنة العبرية» الذي يعني بالنسبة إليهم «الخلاص من الذنوب» ويستمر لمدة يومين، وينفخ المستوطنون في اليوم الأول منه في البوق ويذهبون إلى بئر أو مكان فيه ماء للتخلُّص من ذنوبهم، علماً أن النفخ في البوق يعبّر عن اعتقاد المستوطنين بانتقال المسجد الأقصى من يد المسلمين والفلسطينيين إلى اليهود، وأن ذلك يؤشّر إلى بداية فرض وقائع تهويدية على الأقصى.
ويأتي بعد «رأس السنة العبرية»، ما يسمّى بـ«عيد الغفران»، الذي يستغلّه المستوطنون و«جماعات الهيكل» لمحاكاة ذبح «قربان الغفران» داخل الأقصى نهاراً، عدا عن تنفيذ اقتحام مركزي للمسجد، ليحل بعد ذلك ما يسمى بـ«عيد العرش»، وفيه يحاول مستوطنو «جماعات الهيكل» إحياء «العريشة الدائمة» المنصوبة أمام باب المغاربة، وفرض «القربان النباتي» بشكل علني.

احمد العبد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *