عصر الجنون: حرب الإخضاع والمقاومة
«هذه بداية فرصةٍ لشرق أوسطٍ أكثر استقراراً، يُضمن فيه أمن إسرائيل ومصالح أميركا»
جايك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي
«الحرب نزيهة. لا مجال لأن تكذب عليها. ليس عليك أن تقول «أنا آسف» هنا. ليس عليك أن تختبئ. لا يمكنك أن تختبئ. وأن تموت، ما المشكلة؟ سوف تموت بين رفاق، وحولك أعداءٌ يستحقون التسمية. تسقط وأنت تنظر الموت في عينه. أمّا إن عشت، فهنا يا صديقي تبدأ الحياة الحقيقية، أليس كذلك؟ لا يعيش الإنسان حقّاً حتى يكون قد واجه الموت»
جو ابركرومبي، «الأبطال»
أصبحت للكثير من النساء في جنوب لبنان عادةٌ وهنّ يحضّرن المنزل للإخلاء مع كلّ حربٍ جديدة: يُترك الطّعام في الثلاجة ولا يُرمى. يعرفون أنّ الاحتمال ضئيلٌ جدّاً، وأنّ الكهرباء ستنقطع ويفسد الطعام قبل أن يلمسه أحد، وستكون آثاره وبالاً حين العودة، ولكنّه يُترك مع ذلك تعويلاً على احتمال الصدفة البعيد بأنّه، ربّما، قد يحتاج «الشباب» إلى المنزل ويمرّوا به، فيجدون طعاماً بيتيّاً جاهزاً. هذا التهجير كان المرّة السادسة لهم خلال أقلّ من نصف قرن.
ولكنّ الحرب هذه المرّة «مختلفةٌ» حقّاً، وحين يؤرَّخ لهذه الفترة في المستقبل فهي لن تروى على أنها كانت حرب غزّة، أو لبنان، بل باعتبارها هجمةٌ تاريخية كبرى تهدف للسيطرة بالعنف على الإقليم وإنهاء مظاهر المقاومة فيه، لا تقلّ عن دخول أميركا عسكرياً إلى المنطقة إثر 11 أيلول، أو الحرب ضد القومية العربية في الستينيات، بل هي أكثر إصراراً وجموحاً. كان محمّد رعد دقيقاً في تشخيصه حين سمّاها حملةً غربية للهيمنة على غرب آسيا، وعملية فرض هذا «السلام الأميركي» لن تتوقّف على أعتاب فلسطين ولبنان، أو سوريا وإيران، بل ستكبر وتتمدّد، وتحلّ «التناقضات» بالقوّة حيث لا تكفي السياسة والهيمنة الناعمة. حتّى نظامٌ مثل الجزائر، لا يحارب المنظومة الغربية ولكن لديه قدر من الاستقلالية ولا يقبل باختراق البلد بالكامل من قبل رأس المال الدولي ومؤسساته، حتّى الجزائر ستصبح استثناءً نافراً و«غير مقبول» في السياق الجديد – وهدفاً يتحيّنون الفرصة للانقضاض عليه.
لو نظرت إلى العالم بعين الإمبراطورية اليوم، وخارطتها ومصالحها وتحدياتها، لبدا واضحاً كم أن سلوكهم في السنة الماضية كان «منطقيّاً» و«عقلانياً»، ولماذا هم لن يتوقّفوا بسهولة. إن اعتمدنا لغة العلاقات الدولية أيام الحرب الباردة، ونظرية «كرات البلياردو»، فإن هذا هو بالفعل الوقت المناسب لكي تحسم أميركا في الشرق الأوسط وتفرض مكاسبَ وتحجّم «المتمرّدين»، وإسرائيل قد فتحت الطريق: الشرق الأوسط هو من الأقاليم القليلة في العالم التي لا تزال «مفتوحة على المنافسة»؛ والمصلحة هي في إغلاق الباب سريعاً على الصين (وروسيا) قبل أن تشتدّ الحرب الباردة الجديدة، وتبدأ الصين بالنفاذ أكثر والتدخّل بشكلٍ سافر لصالح الخصوم؛ والمنطقة هنا – على عكس الصين وروسيا – لا تمتلك درعاً نووياً.
حربٌ على السيادة
الحقيقة أنّه، فيما كان «محور المقاومة» يتوسّع ويكسب معارك وساحاتٍ وحلفاء في العقدين الماضيين، كانت منظومة الهيمنة – أيضاً وبالتوازي – تعمّق نفوذها وسطوتها وشبكاتها في بلادنا: استتباع الدول والحكومات، اختراق طبقات المجتمع، تمويل المجتمع المدني والثقافة. والحلف الأميركي-العربي الرسمي لم يعد بمستوى استضافة قواعد أميركية على أرض العرب كما في الماضي؛ اليوم يتكلّم مسؤولو الدفاع في أميركا عن ما يشبه منظومة دفاع جوّي مشتركة أصبحت تشمل أكثر المنطقة تحت إدارة الأميركيين. وواشنطن تعلن عن نقل مقاتلات وقاذفات وقوات لها إلى الشرق الأوسط كأنها تنقل أسراباً وتشكيلات بين القواعد الأميركية ضمن ولاياتها.
تراكمت على مدى السنوات الماضية جملة من التناقضات الصارخة في هذه البلاد، «تعايشت» جنباً إلى جنبٍ بشكلٍ ما، وقد جاءت الحرب اليوم حتّى تفجّرها. كيف وإلى متى يمكن أن تزاوج بين حركات مقاومة شعبية معادية لإسرائيل وحكوماتٍ «موالية للغرب»؟ مؤسساتها الرسميّة يموّلها ويخترقها رأس المال الدّولي حتّى أنّها، في بلدٍ مأزومٍ مثل لبنان، لا «تحتاج» حتّى إلى الدولة الوطنية والمواطنين ودافعي الضرائب بقدر ما تحتاج إلى المموّل الغربي. أو التناقض بين أن تختار (أو تُسجن في) نموذج اقتصاد التبعيّة، حيث يعتاش البلد على الخدمات والمساعدات، وإنقاذ الحلفاء الأثرياء عند حلول أزمته الدوريّة، وبين أن يكون في وسطك «حزب الله»؟ وقبل ذلك كلّه، يبقى التناقض الأساسي بين غالبيّة سكانيّة عربيّة فقيرة في «دول الطوق» وأقلية، بين الخليج وإسرائيل، تحتكر الثروة والأمن والاستقرار لنفسها، وتحوّل محيطها إلى ميدان للسيطرة وحروب النفوذ. هذه كلّها معضلاتٌ من النّوع الذي لا يختفي بمرور الزمن وعبر التأجيل، وإن كنت لا تمتلك نظرية حول التعامل معها، وإستراتيجيةً وخطاباً، فهي سوف تُحسم ضدّك؛ وإن كنت في الماضي تراهن على أنّ هذه التحديات سوف تُحيّد بالسياسة والسلميّة، فهم قد اختاروا العنف.
علينا تذكّر شباب الجنوب. أن تفكّر في حالهم تحت النّار: قُتل قادتهم، سقط رفاقهم، قُصفت مواقعهم، خُرقت اتصالاتهم، وهم يواجهون أحدث جيشٍ في العالم. هم لم يصمدوا فحسب، بل جعلوا من كلّ قريةٍ معركة واعتبروا أنّ الحرب قد توقّفت قبل الأوان
من الاختزال القول إنّ الحرب القائمة في المنطقة هي «حرب محاور» أو أيديولوجيا. هذا خطاب القوّة وهي تسحق النّاس: أنتم تدفعون ثمن خياراتكم السياسيّة، مشكلتنا هي مع محوركم وإيران وليست معكم. الحقيقة هي أنّ من تعرّض للقصف والتهجير في غزّة ولبنان، ومن قاتل وصمد، كانوا أناساً «حقيقيّين» أجبرهم واقعهم على التنظيم وحمل السلاح، وهذه الحرب كانت ضدّهم تحديداً. وهدفها ضرب وتفكيك قوى «السيادة الشعبيّة» في المنطقة، وأيّ تعبيرٍ سياسيّ مسلّحٍ عن إرادة النّاس (حتّى في الدفاع عن أنفسهم)، وهنا معنى «الإخضاع». ومعنى المفارقة هو أن تكون «الدولة»، في هذه المعادلة، ليست من يعبّر عن السيادة بل عن عكسها. لا أعرف ما هو المسمّى لهذا الشكل الجديد من الدّولة الذي ساد في الجنوب بديلاً من «الدولة الوطنية» في عصر العولمة والهيمنة: الدولة اللاوطنية؟ الدولة النيوليبرالية؟ أم ببساطة التعبير الماركسي القديم «دولة كومبرادور»؟ الخطّة الموضوعة لمختلف دول الأطراف، من جورجيا إلى لبنان، هو أن يحاور العالم الغربيّ حصراً «الدّولة» التي تشرف عليها سفاراته، و«المجتمع المدني» (أي «الطبقة الوسطى المحترفة» التي تلتقي مصالحها مع الغربيين) فيما تظلّ غالبية من الناس وفئات واسعة بلا صوت، أو حتّى «مجتمع مدني» يمثّلها وينطق باسمها كما لدى النخبة (كما يكرّر الأكاديمي الأوكراني فولوديمير ايشِشنكو).
ماذا لو هُزمت المقاومة؟
المسألة هي أنّه، حتّى لو ضُربت قوى المقاومة الحيّة في المنطقة أو تراجعت، فالتاريخ بالطبع لن يتوقّف. سوف نستمرّ، كأفرادٍ، بالعمل والكتابة ضدّ «الهيمنة». ويمكن أن ننقد المنظومة «من داخلها» (مثل الأكاديميين الغربيين)، ونحذّر من المغالاة في المسار النيوليبرالي، ونشارك في مظاهرةٍ في بيروت أو بوخارست. هذا في الحقيقة نمطٌ من النضالٍ قد يفضّله كثيرون، ولكن القرار – لحسن الحظّ – ليس عندي وعند من هم مثلي. الموضوع هنا هو ليس عن سلوكك كفرد، بل أننا سنكون قد خسرنا قسماً رئيسياً من قوى الشعب الحيّة، ورجعنا عشرين سنة إلى الوراء (ومن أقلّ مظاهر ذلك أن نعود إلى أيام تقصف فيها إسرائيل يومياً قرى الجنوب وأهله، ولا أحد في مركز البلد يكترث).
من يستحقّ الشفقة حقاً هو من يفترض مستقبل استقرارٍ وازدهارٍ «ما بعد المقاومة». من أخبرك أنّ الإمبراطورية سوف تكون أكثر رفقاً وكرماً معك إن تمّ القضاء على مراكز المقاومة؟ أو أنها تنوي أن تستثمر في حلّ مشاكلك الأهلية وأزماتك الكثيرة؟ أنت ستكون، في أحسن الحالات، هامشاً طرفياً للخليج، وهو نفسه غير مضمون المستقبل، وبلادك كثيرة السكّان قليلة الموارد، وسوف ينخفض الحافز للحفاظ على استقرارك ودعم حكوماتك بالتوازي مع انخفاض التهديد. هي آلية «الحزام الواقي» كما يسمّيها علي القادري: أن تكون دولٌ «محظية»، تنتج النفط أو اسمها إسرائيل، خلف «الحزام»، محميّة بحصانة المظلة الإمبراطورية، فيما من يقبع خارج هذا الحزام هي «أرض سيبة» لا تحتاجها، ولا ضير في إهمالها أو إشعالها بالحروب. كمثالٍ على هذا النمط (وأفضل دليلٍ على المستقبل هو الماضي)، هل تعرفون ما كان «الإنتاج الأساسي» لبلدٍ مثل لبنان، أيّام «الاستقرار»، على طول ثلاثين سنة؟ الفوائد المصرفية. حرفيّاً. الجميع أصبح يعرف القصّة وكيف أفلسنا، وهذا كان «دورنا» في الاقتصاد العالمي. نقطة الضعف المشتركة عند حلفاء الغرب في دول الجنوب هي أنّهم، رغم كلّ القوى التي خلفهم، لا يملكون مشروعاً جماعياً تنموياً يحسّن ظروف الناس أو يحلّ المشكلات العميقة في المجتمع. كما يكرّر الباحث الأوكراني فولوديمير ايشِشنكو، فإن الأجندة الوحيدة، والمشروع السياسي الوحيد، عند «الطبقة الوسطى المحترفة» في دول الجنوب هو تقاربٌ أكبر للبلد مع السياسات والإرادة الغربية، كأن ذلك لوحده كفيلٌ بحلّ أزماته. من هنا أيضاً، يجب أن يكون واضحاً للمقاومين أنّ الصراع في أرضهم هو، في المحصلة الأخيرة، صراعٌ اجتماعيّ في كلّ بلد، إن خسرته يحاصرونك في نهاية المطاف ويتكاثرون عليك.
هجمةٌ تاريخية كبرى هدفها السيطرة بالعنف وإنهاء مظاهر المقاومة. ولا تقلّ حجماً عن دخول أميركا عسكرياً إلى المنطقة إثر 11 أيلول، أو الحرب ضد القومية العربية في الستينيات… ومن يستحقّ الشفقة حقاً هو من ينتظر استقراراً وازدهاراً «ما بعد المقاومة»
أمّا من يعتقد في الداخل أنّ هذه الحرب سوف تحلّ مشاكله، فهو من سيصاب بالخيبة الأكبر. من قال إنّ الحروب تحلّ المشاكل؟ هي في العادة تولّد المزيد منها. وها هو لبنان يبدي، حتى وهو لا يزال تحت نار الحرب، عوارض اندثار أي مفاهيم مشتركة عن الوطنية – تحضيراً لما سيأتي. من نجاحات إسرائيل خلال القتال كان أنها تمكنت من تحويل الحرب على لبنان إلى حربٍ على الشيعة اللبنانيين، بالمعنى الموضوعي الملموس والأيديولوجي الدعائي، وكان لها في البلد فريقٌ كبير رافق الخطّة، وكرّس وشرّع لفكرة أن يعيش البلد وشعبه واقعين مختلفين جذرياً في الآن نفسه. اللبنة الأولى في الشعور الوطني، بداهةً، هي أنه حين يتعرّض أهلك لاعتداءٍ أو مصيبة، وإن كانت كارثةً طبيعيّة أو زلزالاً، فمن المفترض أن تشعر تلقائياً أنّ مصابهم مسؤولية جماعية، وأنّه كان من الممكن أن تكون أنت مكانهم. البعض خلال الحرب أعلن – باسوأ طريقة ممكنة – أنّه قد تخلّى حتى عن أبسط الروابط.
بعض العدالة
كمّ التشفّي والوقاحة والاستفزاز الذي أصرّت بعض النخب والوجوه اللبنانية على ممارسته في لحظة الحرب (سياسياً وأخلاقياً) لم يكن مفهوماً بدايةً. وهم يرمونه في وجه أناسٍ هجّروا وخسروا بيوتهم وأحباءهم، ويتحرّقون كلّ ساعةٍ للعودة ولو إلى الرّكام، وهم مع ذلك يعضّون على جراحهم ولا يطلبون الصّلح ويرفضون الاستسلام – وأنت تريد ابتزازهم وإهانتهم. إن كنت تأمل بأن الحرب الإسرائيلية سوف تجلب مكاسب سياسية لك، فلماذا لم تصمت وتنتظر حتّى تأتيك هذه «المكاسب» لوحدها (لماذا لا يتعلّمون من وليد جنبلاط؟)، لمَ تجعل من نفسك شريكاً لإسرائيل في الثأر؟ هنا تنتبه أنّ هؤلاء ليسوا «مستعجلين» فحسب، أو «متسرّعين»، ولا أن غرائزهم الطائفية قد أججتها صواريخ إسرائيل؛ هم أيضاً في «تنافس» بين بعضهم ومزايدة مستمرّة على إثبات قيمتهم ومنفعتهم للأجنبي، وجرأة موقفهم أيّام القتال ومساهمتهم في الحرب ضدّ المقاومة، هكذا تبنى السّير الذاتيّة هذه الأيّام.
ولكنّ الخيبة ليست بعيدة عن هؤلاء، والدلائل تشير إلى أننا لا ندخل عصر السكون بل أقرب إلى عصر الجنون، حيث كلّ شيءٍ مباح ولا يعود في الوسع الوقوف في الوسط. هناك، قبل كلّ شيء، أسئلةٌ كثيرة وشكوك تحتاج إلى جواب، وإن لم تقم أنت بتوفير أجوبة وافية للناس فإنّ عدوّك هو من سيقدّمها. كان من المتوقّع منذ زمنٍ أن تتلو هذه الأيام موجة «ثقافية» تشبه حالة «النقد الذاتي» التي تلت حرب 1967، حيث ينبري كلّ مثقّفٍ ليقول إنه قد اكتشف الخلل، وإنّ الخلل «ثقافي»، ثمّ يقترح علينا اكتشافاتٍ جديدة لم نسمع بها من قبل مثل «العقلانية». المسألة، بالطبع، هي ليست في العقلانية كمفهوم، بل في أيّ نمطٍ من العقلانية يتمّ الترويج له، وانطلاقاً من أيّ تراث، وبحسب أي نظرة للعالم والسياسة؟
أصبحت في عمرٍ لا أستبعد فيه شيئاً، ولا أستغرب فيه إلا السّلام والهدوء. ولكن، قبل أن تأخذ سيناريو «الإخضاع» بجديّة، فإنّ عليك أن تدخل عدّة عواملٍ في الاعتبار: النّاس التي ضحّت وخسرت ولا تريد أن تُهدر تضحياتها، والتي عانت واحتملت وصمتت وما عادت تريد الصّمت. الذين كان يلجمهم قائدٌ فاستشهد، والذين أعطوا طويلاً وكثيراً من أجل الكرامة حتى يتخلّوا عنها الآن. بل، قبل ذلك كلّه، عليك أن تتذكّر مجدداً أولئك «الشباب» في الجنوب. إن كنت تعتقد أن الحرب كانت عصيبةً عليك وصعبة فحاول، للحظة، أن تفكّر في حالهم تحت النّار: قُتل قادتهم، سقط رفاقهم، قُصفت مواقعهم، خُرقت اتصالاتهم، وهم يواجهون أحدث جيشٍ في العالم. هم لم يصمدوا تحت هذا الضغط فحسب، بل جعلوا من كلّ قريةٍ معركة ومن كلّ بقعةٍ كميناً، واعتبروا أنّ الحرب قد توقّفت قبل الأوان، وهم الآن قد عادوا بيننا. هل تعتقد حقّاً أنّك سوف تجعل هؤلاء يخضعون؟ أو تظنّ أنّك ترسم لنا خطّاً جديداً في ناموس الكون وتاريخنا، يستشهد فيه السيّد وأبناؤه، فيما يعيش أبناء الأمراء وخدمهم، ويرتعون ويزدهرون ويملكون المستقبل؟ أما لمثل هذا قد ولد الجنون؟
عامر محسن