تهديدات ترامب لا تثمر: وقف إطلاق النار بعيد المنال
غزة | أتمّ جيش العدو إخلاء مستشفى «كمال عدوان» في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، من الكوادر الطبية والمصابين، بعد عملية استمرت يومين. وخلافاً لما حاولت المقاطع المصوّرة التي نشرها المتحدّث باسم جيش الاحتلال إظهاره من تعامل هادئ وإنساني مع مدير المستشفى والطاقم الطبي والجرحى الذين أُلقي القبض على كثير منهم من على أسرّة المرضى، فإن الشهادات التي نقلها مَن أُجبروا على النزوح، أكّدت أن جنود العدو مارسوا أعلى مستويات العنف بحق الممرضين والأطباء والجرحى ومرافقيهم. ووفقاً لشهادة الممرّضة شروق الرنتيسي، فقد «تعرّضت الممرّضات والنساء عموماً لتفتيش جسدي وإهانات لفظية، واعتدى الجنود بالضرب على من رفضت الانصياع لأوامر رفع الملابس وخلع الحجاب. أما الأسرى من الرجال فقد خضعوا لتحقيق قاس استمر 10 ساعات، وخلاله تعرّضوا للضرب المبرح بأسلاك الكهرباء وأعقاب البنادق بعدما أُجبروا على خلع ملابسهم».
وفي غضون ذلك، تواصلت العملية البرية في مدينة بيت حانون أقصى شمال القطاع، وقالت مصادر محلية إن جيش الاحتلال ارتكب عدداً كبيراً من المجازر بحق العائلات التي رفضت إخلاء منازلها هناك، فقصف منزلاً لعائلة الزعانين، ما أسفر عن استشهاد العائلة المكوّنة من تسعة أفراد، كما واصل قصفه على كل من يتحرّك في المدينة. أما في حي تل الزعتر الذي يشهد هو الآخر قصفاً مركّزاً، فقد أكّدت مصادر في مستشفى «العودة» المحاصر أن جيش العدو يحيط المستشفى بدائرة من نار القصف بالوسائط كافة، ما يمنع وصول أيّ من الجرحى إليه.
وفي مقابل ما تقدّم، وفي الوقت الذي كان جيش الاحتلال يعلن فيه انتهاء العملية البرية في مخيم جباليا ومناطق شمال القطاع المحاصر، كانت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تكشف عن مجموعة من المهمات القتالية في داخل المخيم وعلى أطرافه. وتداولت المجموعات العبرية على وسائل التواصل الاجتماعي، معلومات عن وصول عدد من المصابين من الجنود الإسرائيليين إلى مستشفيات الداخل المحتل جرّاء المعارك في شمال القطاع.
صحيح أن الزخم الميداني للمقاومة تراجع بشكل ملحوظ نتيجة استنزاف حاد في الذخيرة بعد 84 يوماً من القتال والحصار في جباليا، لكنّ الوصول إلى مرحلة الموات الميداني لم يتحقّق حتى في أصعب الظروف. والسبت، نفّذت المقاومة واحدة من أجرأ عملياتها على الإطلاق، إذ تمكّنت مجموعة من مقاومي «كتائب القسام» من الهجوم على ثكنة للجنود في منطقة أبو صفية شرق مخيم جباليا، وألقت عدداً من القنابل اليدوية عليهم، واشتبكت معهم بالأسلحة الرشاشة، ما تسبّب بمقتل ضابط وإصابة ثلاثة جنود.
وأمس، أكّدت «كتائب القسام» أنها تمكّنت من استهداف دبابة صهيونية من نوع «ميركافا» بعبوة شديدة الانفجار، مشيرة إلى أنه «فور وصول قوة الإنقاذ، تمّ استهدافها بقذيفة الياسين 105 شرق جباليا البلد». أما «كتائب الأقصى – لواء العامودي»، فأعلنت أن مقاوميها العائدين من خطوط القتال في شمال القطاع أكّدوا تمكّنهم، بالاشتراك مع «سرايا القدس»، من تفجير منزل تحصّن فيه عدد من جنود العدو في منطقة السكة شرق مخيم جباليا. وأكّدت «سرايا القدس»، بدورها، أن مقاوميها اشتبكوا مع قوة من جيش الاحتلال، واستدرجوها إلى منزل مفخّخ مسبقاً في شارع الواد غرب بيت حانون، ثم فجّروا المنزل وأوقعوا الجنود بين قتيل وجريح.
يوسف فارس