المقاومة العراقية تضرب أسدود: نحو هجمات مشتركة لـ «المحور»
بغداد | في إطار المرحلة الثانية من عملياتها، والتي أطلقتها تحت عنوان حصار الموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط، أعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق» استهداف ميناء أسدود الإسرائيلي على المتوسط للمرة الثانية في يومين، بالطائرات المسيّرة، مؤكدة أن «التوجّه المقبل هو تنفيذ عمليات حربية مشتركة مع أذرع محور المقاومة في لبنان واليمن وفلسطين». وسبق أن شنت المقاومة العراقية هجمات صاروخية بعيدة المدى على مدينة إيلات الساحلية، التي تضم حالياً عشرات الآلاف من النازحين من شمال فلسطين المحتلة والمنطقة الحدودية مع قطاع غزة، فضلاً عن تنفيذها عمليات عسكرية نوعية ضد مواقع حيوية في البحرَين الأبيض المتوسط والأحمر، وحيفا ومستوطنة “إلياد” والجولان المحتل، بهدف الضغط على العدوّ لوقف حربه ضد قطاع غزة. وتؤكد مصادر في المقاومة، لـ«الأخبار»، أن الفصائل مستمرة في قصف مواقع إسرائيلية بأسلحة ثقيلة عابرة للحدود، وطائرات مسيّرة ذكية لم تُستخدم خلال المرحلة الأولى من عملياتها العسكرية، والتي تركزت بشكل خاص على أهداف في العراق وسوريا. وكانت الفصائل ذاتها قد أعلنت، في اليومين الماضيين، استهداف مواقع إسرائيلية؛ ومنها ميناء أسدود، وذلك استمراراً لعملياتها العسكرية واستعداداً لمواجهة أكبر، في وقت يرى فيه المراقبون أن تلك الهجمات البعيدة المدى قد تشكل ضغطاً كبيراً على العدو، ولا سيما إذا ما جرت بالتنسيق مع باقي أفرقاء محور المقاومة في المنطقة.
وفي هذا الإطار، يقول مقربون من المقاومة العراقية، مطّلعون على نقاشات إدارة العمليات العسكرية، لـ«الأخبار»، إن «تداعيات الهجوم الإسرائيلي على غزة، هي المحفّز الوحيد لضرب مواقع حيوية للاحتلال»، متوقعين أن «يكون التوجه المقبل هو تنفيذ عمليات حربية مشتركة مع أذرع محور المقاومة في لبنان واليمن وفلسطين ضد العدو». وحول ذلك، يؤكد القيادي في حركة «أنصار الله الأوفياء» العراقية، عادل الموسوي، أن «الهجمات على أهداف إسرائيلية أمر مدروس من قبل غرفة عمليات محور المقاومة، وهناك تواصل مع حركة أنصار الله اليمنية لإدارة المعركة ضد العدو. وطالما الأهداف مشتركة، فالتشاور والتنسيق حاضران في كل العمليات الخارجية التي تنفّذها المقاومة». ويضيف الموسوي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «المرحلة الثانية التي تحدّثت عنها قيادات المقاومة، ربما ستكون خطيرة على الصعد كافةً. وهناك مفاجآت كبيرة على مستوى السلاح ونوع الضربات والأهداف المشخّصة»، لافتاً إلى أن «هناك بيانات معلومات قد تستثمرها الفصائل المجاهدة لإلحاق الأذى بالعدو قريباً». ويؤكد أنّ «المقاومة مستعدة على الصعيد الداخلي لمواجهة المحتل الأميركي، وعلى الصعيد الخارجي لنصرة غزة ودحر إسرائيل ومحاصرتها في البر والبحر وعزلها نهائياً». ويتابع أن «التصعيد العسكري باقٍ لأنّ لدينا علماً بأن القوات الأميركية لن تنسحب من البلاد بسهولة، وكل المفاوضات الرسمية هي مجرد هواء في شبك، نتيجة إصرارها على البقاء لأجل مصالحها. لكن جنود المقاومة سيبقون يدكّون معاقلها حتى هزيمتها وطردها إلى غير رجعة».
من جانبه، يرى الباحث في الشأن الأمني، علي الحر، أنه «بعد حرب غزة، أصبحت كل المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة أهدافاً مشروعة. والمقاومة أكدت بشكل متكرّر أنها تراقب الحرب على فلسطين وسيكون موقفها هو شن غارات هجومية في عمق الأراضي المحتلة». ويعتبر أن «شن هجمات على مواقع تجارية وحيوية في البحرين الأحمر والمتوسط وغيرهما، قد يفتح للحرب مساحة أوسع، وخاصة مع التصعيد العسكري الذي يتنامى يومياً إلى خارج غزة».
ويعتقد أن «إيران لا تريد الحرب الشاملة في المنطقة، لكنها لا تتحدّث عن التهدئة، لأنها تمتلك استراتيجيات ذكية في استنزاف العدو من مختلف الجبهات. وبالتالي، فإن قصف المقاومة منذ أسابيع قد يشتّت العدو من جهة ويحاصره اقتصادياً من جهة أخرى». كما يرى أن «المجموعات المسلحة الموجودة في العراق وسوريا ولبنان، جميعها تمتلك صواريخ باليستية وكروز متطورة جداً، وحقّقت في الأسابيع الماضية نجاحات غير مسبوقة ضد مصالح مهمة في البحر الأحمر»، لافتاً إلى أن «الأمر جعل إسرائيل وأميركا تعترفان بضعفهما في أكثر من موقف، حتى أصبحت واشنطن تقول إنها فقط تدافع عن نفسها». ويستدرك بأنّ «من مصلحة الجميع في الوقت الحالي خفض التصعيد الإقليمي، خوفاً من حرب ضارية قد تطول، وبالتالي يتضرّر الجميع منها».